صحيفة ألمانية: هروب الكفاءات من الجيش الألماني
٨ سبتمبر ٢٠٠٨أفادت صحيفة تاغيسشبيغل الألمانية الصادرة يوم أمس الأحد 7 أيلول/ سبتمبر في تقرير لها بأن أصحاب الكفاءات العلمية والمهنية الألمان لا تستهويهم الخدمة في صفوف قواتهم العاملة في أفغانستان، إذ ليس في ارتداء الزي العسكري أي مزايا تذكر، على حد زعمهم. كما بين كثير منهم أن الجيش الألماني عموماً لا يقدم ما يدفعهم للالتحاق به، فالرواتب متدنية ووقت الفراغ المتاح قليل.
القوات الألمانية تواجه ظروفاً صعبة
وأضافت الصحيفة أن الجيش الألماني لا يواجه ظروفاً صعبة في أفغانستان فحسب، بل إن قيادة القوات الألمانية هناك تواجه مشكلة أخرى تتمثل في هروب الكفاءات المؤهلة منها. وهذا الأمر يجعل الخدمة في أفغانستان أكثر صعوبة من الناحية التنظيمية. ونقلت الصحيفة عن فولفغانغ بيترسن رئيس فريق الضباط الأطباء قوله: "إن الرعاية الطبية في مناطق الخدمة بأفغانستان صارت الآن ضعيفة بالفعل إلى حد ما".
هروب الكفاءات المؤهلة من الجيش الألماني
وحسب الصحيفة، فإن العدد الكلي لأفراد الجيش الألماني يبلغ حالياً 250 ألف جندي منهم ما يناهز 6 آلاف يعملون في الخارج، وأن أغلب المكلفين بالعمل خارج البلاد هم الطيارون والأطباء، وأن هناك نقصاً حاداً في الأطباء بين أفراد القوات الألمانية في أفغانستان خاصة أطباء الطوارئ.
وذكرت الصحيفة على لسان توماس فاسمان، رئيس وحدة أطقم الطائرات المقاتلة، أن الطيارين المدربين يتركون الخدمة مع القوات الألمانية في أفغانستان أيضاً، خاصة قائدو طائرات النقل، إذ يمكنهم من خلال بعض الدورات الدراسية أن يتحولوا إلى العمل في مجال الطيران المدني لما فيه من مزايا. وعزا المتحدث باسم الجيش الألماني فيلفريد شتولزه سبب عكوف الجنود عن الجيش إلى تدني الرواتب، وأضاف بالقول: "إن هناك طلبا في العالم كله على أصحاب المهارات العالية".
توتر الحالة النفسية للجنود الألمان
يذكر أن الجنود الألمان يتخوفون من احتمال تعرضهم للمزيد من الهجمات، وذكر بعضهم إن الحالة النفسية لكثير منهم متوترة في ظل تصاعد الهجمات وأعمال العنف في الفترة الاخيرة. وقد أثارت المشاركة الألمانية جدلاً في ألمانيا حول مهمة القوات في أفغانستان، إذ تتعرض برلين لضغوط من حلفائها لتعزيز قواتها ونقل جنود إلى منطقة جنوب البلاد الأكثر خطورة. كما سبق وأن طالبت منظمات سلام ألمانية أفغانية بانسحاب القوات الألمانية مع التركيز على توسيع المساعدات المدنية في أفغانستان، التي ينتشر على أرضها زهاء 3500 جندي ضمن مهمة لحلف الناتو وهو ما لا يؤيده الناخبون الألمان.
تمديد فترة المشاركة الألمانية
وسيتخذ البرلمان الألماني قراره حول تمديد فترة المشاركة الألمانية في أفغانستان بحلول منتصف تشرين أول/أكتوبر المقبل، بعد أن كان وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونغ قد اقترح زيادة حجم القوات بلاده المشاركة ضمن قوة إيساف من 3500 إلى 4500 جندي، كما تدور حاليا مناقشات داخل حلف الناتو حول إمكانية الاستعانة بطائرات "أواكس" ألمانية وإرسالها إلى أفغانستان، وهو أمر لابد أن يبت فيه البرلمان الألماني أولا.