صحف أوروبية: قرار الجمعية العامة حول القدس نكسة لترامب
٢٢ ديسمبر ٢٠١٧ركزت صحف ألمانية وأوروبية في تعليقاتها على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي رفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الجاري بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد أن صوتت 128 دولة لصالح القرار.
وكتبت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية:
"إنها إشارة جيدة أن غالبية دول الأمم المتحدة الـ193 لم تسمح بالضغط عليها من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصوتت رغم تهديده لصالح قرار ضد قراره المثير للجدل بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (...). وبذلك فقد أظهر المجتمع الدولي مرة أخرى، كما في اتفاقية المناخ أنه يسعى لتحقيق أهداف مشتركة حتى لو كانت ضد إرادة القوة العالمية المتمثلة بالولايات المتحدة. ما يبعث على الاطمئنان أيضاً أن هناك دول - أكثر مما كان متوقعاً- على استعداد للدفاع عن الاتفاقات أو المعاهدات المتعددة الأطراف ضد من يريد تدميرها".
وعنونت صحيفة لوموند الفرنسية "الولايات المتحدة تحفظ ماء وجهها وهي معزولة في الأمم المتحدة حول القدس"، وأضافت الصحيفة:
"بيد أن اعتماد القرار يشكل إخفاقاً لإدارة ترامب التي جعلت من التصويت شبه استفتاء على مصداقيتها في الشرق الأوسط. نكسةٌ لا يبدو أنها تقلق مُستأجر البيت الأبيض، بدافع من اعتبارات السياسة الداخلية في المقام الأول". وتضيف الصحيفة: "أن الفجوة التي تفصل واشنطن اليوم عن باقي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي حول ملف القدس، يمكن أن تؤدي في المستقبل القريب إلى تجميد أي مبادرة لإستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
أما صحيفة نويه تسوريش تسايتونغ السويسرية فقد اعتبرت أن "ترامب جعل من البعوضة فيلاً"، وتابعت:
"على أية حال فقد جعل ترامب البعوضة فيلاً في نهاية المطاف، إذ لا تحبذ إدارة أية دولة أن تقوم بتهديد من هذا القبيل. وقد وضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي جهز فتيل الاشتعال مثل ترامب، للرئيس الأمريكي أن الصوت التركي ليس قابلاً للبيع. وعندها فقط أصبح اجتماع الجمعية العامة موضوعاً للأخبار العالمية. وقد كان للتهديدات الأمريكية تأثير محدود فقط، فقد صوتت 128 دولة لصالح القرار، بينما رفضته تسع دول فقط. وعلى الرغم من ذلك، فقد امتنعت 35 دولة عن التصويت".
لكن صحيفة تاغسشبيغل الألمانية الصادرة في برلين أشارت إلى أن قرار الأمم المتحدة لا يستطيع أن يغير مقر السفارة، وكتبت:
"لو لم يكن ترامب، لاستطاع المرء أن يفترض الأسلوب الذي يتبعه: تدخل متناقض. مرة واحدة يغيظ جميع الأطراف ليتأنوا في التفكير. ومع ذلك فإن هذا لا يغير مقر السفارة. سيكون من الأهم أن يعترف الفلسطينيون بحق إسرائيل في الوجود أمام الأمم المتحدة، لأن إسرائيل ستضطر إلى التحرك كذلك. ليس من مهمة ترامب التحلي بالصبر".
أما صحيفة كولنر شتات-أنتسايغر الصادرة في كولونيا فقد حذرت من الضرر الذي يمكن أن يسببه ترامب خلال فترة رئاسته، وكتبت:
"إن ميول ترامب الاستبدادية حقيقية وخطيرة ومستمرة. وهي تمثل تهديداً كبيراً للديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة. مازالت مؤسساتها متماسكة، لكن الهجمات المستمرة قد تركت آثارها.
ترامب يعني ما يقول، وهو يفعل ما وعد به أتباعه المحافظين. من يغلق عيناه سيتحمل نتيجة الخطر بنفسه. والسؤال ليس عما إذا كان الرئيس سيفشل بهذه السياسة، بل إن المسألة تتعلق بالضرر الذي سيُلحقه حتى الوقت الذي تنتهي فيه رئاسته".
م.ع.ح/ ع.خ