صحف أوروبية: تصفية حسابات داخلية وراء اغتيال الناشطات الكرديات
١٤ يناير ٢٠١٣
اعتبرت صحيفة الباييس الاسبانية بشأن عملية اغتيال ثلاث ناشطات كرديات في العاصمة الفرنسية باريس والتي أثارت تجاذبات سياسية حادة بين الأطراف المعنية أن خلفية تصفية الكرديات الثلاث ذات طابع سياسي، وكتبت تقول:
"كل المؤشرات تدل على أن عملية الاغتيال مرتبطة بمحادثات السلام الأخيرة التي باشرتها الحكومة التركية مع زعيم حزب العمل الكردستاني المحظور المعتقل، عبد الله أوجلان. وليست هذه هي المرة الأولى التي تعالج فيها بعض العداوات الداخلية داخل حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
وكانت محادثات مع المنظمة المصنفة كإرهابية قبل تاريخ قريب في تركيا غير واردة في الحسبان. وتغيير المسار السياسي في أنقرة يرتبط بحقيقة أن الحكومة تخشى توسع النزاع. فشمال العراق يهيمن عليه أكراد، وفي شمال سوريا تكسب منظمة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني مزيدا من قوة التأثير. الاعتداء في باريس يفتح ضمن هذا النزاع سيناريو جديد مقلق".
صحيفة "التايمز" البريطانية علقت هي الأخرى على مقتل الناشطات الكرديات في باريس، وكتبت تقول:
"الاغتيالات قد تكون علامة على حصول انشقاق داخل حزب العمال الكردستاني كما كان وقتها الجيش الجمهوري الإيرلندي مقسما بين ما يسمون الرسميين الذين يرفضون مواصلة العنف وغير الرسميين الذين تمسكوا بخيار العنف. وما يزال الدرب طويلا إلى حين تحقيق توافق جذري بين الدولة التركية وأقليتها الكردية. لكن العملية يمكن تسريعها في حال اعتراف الدولة بطلبات الأكراد، وإذا مارس الأكراد العمل السياسي تماشيا مع الدستور".
أما فيما يخص مشروع الانسحاب العسكري الأمريكي المبكر من أفغانستان فإن صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ قارنت سيناريو الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان بالانسحاب الأمريكي سابقا من العراق، واعتبرت أنه في حال انسحاب جميع القوات الأمريكية في عام 2014 فإن واشنطن ستفقد تأثيرها في أفغانستان، وكتبت تحت عنوان "الفصل الأخير":
"لقد عبر وزير الدفاع الأمريكي بانيتا عن ذلك في صورة جميلة حين قال بأنه تم الوصول إلى الفصل الأخير في الجهود المبذولة لجعل أفغانستان آمنة وذات سيادة. لكن السؤال في صيغته النثرية يثير مسألة كيف ستكون أفغانستان فعلا آمنة ولها سيادة عقب انسحاب القوات الأجنبية في نهاية 2014؟ بالكاد يمكن تصور أن تكون قوى الأمن الأفغانية قادرة على تأدية مهامها بشكل مرض على الأقل بالنظر إلى تجارب السنوات الماضية. كما أنه ليس من دواعي التفاؤل في حال صح مضمون التقارير التي كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع إلى سحب كافة وحداتها العسكرية.
وهذا ما سبق لهم أن فعلوه في العراق بعدما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة في بغداد مع نتيجة أنهم حاليا لا يمارسون اليوم أي تأثير يذكر على السياسة العراقية. وإذا ما قلصوا تواجدهم في أفغانستان بعد 2014 إلى درجة صفر، فإن الوضع لن يكون مختلفا هناك. وبعدها سيتم فعلا تدوين آخر فصل سيتحدث عن الضحايا والتكاليف والحصيلة طويلة المدى".
صحيفة يونغه فيلت الصادرة في برلين سلطت الضوء على الاتفاق المبرم بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الأفغاني حامد كرزاي لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وتسليم المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية في الربيع المقبل عوض الصيف خلافا لما كان مقررا سابقا. وكتبت الصحيفة تقول:
" لا يمكن إضفاء صبغة النجاح على تجربة "تشكيل الأمة" في منطقة الهندوكوش التي ُاعلن عن فشلها في بناء دول تكون محميات تابعة للدول الغربية المهيمنة. غير أن القوى الغربية نفسها التي تحاول ألان الخروج من الورطة الأفغانية. والأمريكيون يرغبون في تحقيق ذلك بوتيرة أسرع من تلك التي تتوقعها الجهات المتعاونة معهم. وكرزاي الذي يمثل تقليديا السلطة المركزية الضعيفة يشعر بأنه غير قادر على التحكم في قوى المعارضة الوطنية، ولذلك فهو لا يريد ترك المحتلين يغادرون البلاد بسهولة".