صحف: اعتقال قبطان "سي ووتش" يكشف فشل سياسة اللجوء الأوروبية
١ يوليو ٢٠١٩رأت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية اليوم الاثنين (الأول من تموز/ يوليو 2019) احتدام أزمة سياسية بين ألمانيا وإيطاليا بسبب الخلاف حول قبطان سفينة "سي واتش 3" التابعة لمنظمة خيرية ألمانية، كارولا راكيته:
" لعبة لوي الأذرع جارية حول كارولا راكيته بين إيطاليا وألمانيا وتهدد بالتوسع على المستوى الأوروبي. وهذا يحصل في مرحلة مازالت العلاقات بين بلادنا وبروكسل متوترة. واتهامات الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مقلقة ودقيقة. (...) وبالنسبة إلى الألمان لا يتعلق الأمر أولا بقضايا قانونية، بل بالقيم. وإذا تم النظر إلى تصريحات وزير الخارجية هايكو ماس كتصريحات (ذات طابع سياسي داخلي) ـ في مرحلة تحتاج فيها الحكومة إلى مساندة الرأي العام ـ فإن كلمات شتاينماير تؤجج المواجهة. وليس الحكومة، بل الدولة الألمانية تتقدم لتأكيد أهمية القيم والتضامن وقابلية الاستقبال".
أما صحيفة "دي فيلت" الألمانية فقد علقت على السلوك المتشدد لوزير الداخلية الإيطالي سالفيني ضد عناصر الإغاثة مثل كارولا راكيته:
"وزير الداخلية الذي ربما يعتبر قبطان السفينة امرأة مخالفة للطبيعة، وصف كارولا راكيته بالمجرمة وعملها بـ"العمل الحربي". فهذا الرجل لا يعرف حدودا. وهو يحقق بذلك النجاح. فنصف إيطاليا يبجله. لقد صبغ البلاد بأنانيته القومية. إنها تعاسة أن لا تقدر أحزاب اليسار ولا الوسط على وقفه (...) حان الوقت لتذكير حكومة ايطاليا بواجباتها الأوروبية بالتهديد بحصول عواقب. ولكن يجب أن نتساءل لماذا يهرول هذا العدد الكبير من الإيطاليين والإيطاليات وراء هذا الشعبوي؟
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" علقت على اعتقال قبطان سفينة الإنقاذ "سي واتش3" ، وقالت:
" قبطان سفينة تنقذ 40 شخصا من الغرق وتتعرض بسبب ذلك للاعتقال. واعتقال كارولا راكيته من قبل السلطات الإيطالية يكشف عن البرودة والعنف والظلم من طرف سياسي الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين. راكيته وضعت أوروبا أمام مرآة. فهذا المنظر يبعث على الخجل. وزير الداخلية اليميني الكاثوليكي سالفيني يهين الوصية المسيحية بحب الآخر وكذلك القانون الدولي الذي يلزم بالإنقاذ البحري. (...) لكنه من السهل البحث عن الذنب الكامل في روما. فمنذ سنوات يقدم الإيطاليون والإيطاليات المساعدة للوافدين من افريقيا. لكن ايطاليا وحدها ـ على غرار اليونان أو اسبانيا ـ غير قادرة على التحكم في سيل المهاجرين عبر البحر المتوسط. إن أوروبا مطالبة بالتحرك".
صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" علقت على اعتقال القبطان كارولا راكيته بعدما رست بسفينة إنقاذها في ميناء إيطالي بدون إذن:
"أكثر من أسبوعين لم يعرض أي بلد إنهاء حالة الطريق المسدود أمام لامبدوزا. وتم الانسحاب من الساحة لوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني وحده ودعايته. لقد شتم المرأة المعنية طوال أيام "كقرصانه" و "كمجرمة". سالفيني يستفيد شخصيا من الحصانة البرلمانية كلما واجه العدالة. في حين يطالب بتنفيذ القانون بكل قساوته ضد راكيته. نتمنى حصولها على البراءة سريعا كإنسانة ولكل أوروبا".
صحيفة "تاغسشبيغل" تلقي الضوء على سياسة الهجرة الأوروبية، وكتبت تقول:
"من جديد سفينة مهاجرين، ومرة أخرى ترفض دولة مطلة على البحر المتوسط استقبال اللاجئين. (...) وفي النهاية تقرر بعض دول أوروبا المتطوعة ،هذه المرة، ألمانيا وفرنسا وفنلندا ولوكسمبورغ والبرتغال، بامتعاض توزيع عبء المشكلة فيما بينها. التحول الضروري قد يكون تحقيق حل دائم لتوزيع القليلين الذين ينجحون في العبور بتوزيعهم على أوروبا عوض استنفاد الوقت والمال والخيال مجددا في نفس المماطلة. (...) فسياسة الاتحاد الأوروبي كان عليها أن تكون عقلانية وأن تعترف بأن هذه اللعبة تلحق بها الضرر: إلغاء الشرعية عن عمليات إنقاذ المنظمات غير الحكومية وتقديم الطواقم أمام المحكمة وإخفاء الموت في عرض البحر. لكن هذه الأمور أصبحت واضحة أكثر من ذي قبل".
صحيفة "دير ستاندارت" النمساوية اهتمت هي الأخرى بالموضوع وكتبت تقول:
" أزمة اللجوء في البحر المتوسط تبقى بدون حل حتى ولو أن أعداد اللاجئين في 2018 انخفض بشكل كبير، لأن نحو 117.000 شخص قدموا عبر البحر المتوسط، كما أن نسبة الوفيات ارتفعت، حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى ثلاثة أضعاف. فالبلدان الأوروبية الجنوبية كانت لها أسباب وجيهة في المطالبة قبل أسبوعين بتوزيع عادل للاجئين داخل الاتحاد الأوروبي. وهذا لن تستجيب له الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي كما حصل في الأعوام السابقة. وهذا فشل لأوروبا. ويتم التخلي عن دول البحر المتوسط الأوروبية على غرار منظمات الإغاثة ولاسيما اللاجئين. ويعود الفضل لراكيته وكذلك سالفيني في أن يظهر مجددا هذا الفشل".
م.أ.م