صحف أوروبية: أهالي عفرين لا يريدون "تحريرهم" من قبل تركيا
٢٣ يناير ٢٠١٨صحيفة "تايمز" البريطانية كتبت تقول:
"الأكراد السوريون وكذلك الأتراك يريدون أن يُعاملوا كمنتصرين في حرب سوريا. لكن هذه الحرب لم تنته بعد، ففي شرق سوريا تتقاتل قوى إقليمية ووكلاؤها من أجل بسط السيطرة. وإيران تريد إقامة ممر عبر سوريا والعراق يصل إلى لبنان. وهذا يمثل بالنسبة إلى الكثيرين في الشرق الأوسط تصورا مثيرا للريبة، لأن ذلك سيكون بمثابة تحد للعربية السعودية وكذلك لإسرائيل. ورغم أن أكثر من نصف مليون سوري توفوا و 5.4 ملايين هربوا إلى الخارج و 6.4 ملايين هُجروا داخل البلد، فإن الفاعلين لم يتعبوا بعدُ من القتال. ومادام الوضع على هذه الحال، فإن الدبلوماسية ليس لها أية فرصة. لكن يجب على تركيا أن تدرك أن تأجيج جمرة حرب تستمر سبع سنوات لن يأتي لها بالأمان ولا بالخير. فذلك يؤدي فقط إلى تدمير ثقة الحلفاء الذين يعتقدون أن شراكة الناتو يتم سوء استخدامها من قبل حاكم متسلط بأجندة قومية".
صحيفة "دير ستاندارد" النمساوية الصادرة بفيينا كتبت عنوانا مفاده :" اردوغان يفكك الولايات المتحدة الأمريكية":
"دونالد ترامب وعد أردوغان بوقف تصدير الأسلحة لميليشيا حماية الشعب الكردية، إلا أنه لم يفعل ذلك، بل أعلن جنرالات أمريكيون مقابل ذلك إنشاء وحدة حدودية في شمال سوريا. ووحدات حماية الشعب ستكون العامل المركزي بها. وهذا أمر صعب يجب على الأتراك تحمله. وبتنفيذ الهجوم على عفرين تكون تركيا قد أطلقت حربا ضد باقي مناطق الأكراد في سوريا. وهذا يضعف الولايات المتحدة الأمريكية ويقوي يد روسيا. وتوافق روسيا على عملية عفرين. فتركيا، كما يتوقع الروس ستُخلي مكانها لحاكم سوريا بشار الأسد".
وصحيفة "فيردينس غانغ" من النرويج كتبت تقول:
"هذا الهجوم يعقد المحاولات الرامية إلى إيجاد حل سياسي في سوريا. فهو يُبعد الاهتمام عن مكافحة داعش ومتطرفين آخرين... أما لدى تركيا فيوجد مجال أقل للانشقاق. وفي الوقت نفسه يسير أردوغان بعيون مفتوحة في مواجهة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا. فتركيا اتبعت نهجا خطيرا عندما يتم تجريم الانتقاد الداخلي ويتم تجاهل نصائح الحلفاء".
من جانبها كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" تقول:
"والآن تعلن تركيا الحرب ضد أولئك الأكراد الذين طردوا داعش وانتصروا عليه. وعلى هذا الأساس هناك قلق بأن يستغل داعش الفرصة ويعود في حال تسلم تركيا مستقبلا في شمال سوريا وأن تتولى كذلك الميليشيات الإسلامية المتحالفة مع التنظيم المتشدد حكم المكان. وعاقبة أخرى للهجوم التركي يتمثل في أن أنقرة تواصل التقارب من موسكو التي توافق على الهجوم، لأن روسيا تريد تفادي أن تقيم أمريكا قواعد عسكرية لدى الأكراد السوريين. ومعطيات الحرب قد تتغير في سوريا. لكن الحرب تبقى قائمة. فتركيا والأكراد السوريون يشكلون حاليا جبهة فقط. وبكيلومترات قليلة في شرق عفرين يتمركز جنود أمريكيون وأتراك وجها لوجه، وعلى الفرات في شرق سوريا تتمركز وحدات إيرانية وأمريكية. ومباشرة بالقرب من مرتفعات الجولان تتموقع فرق تابعة للحرس الثوري الإيراني التي تهدد إسرائيل. لقد تم الكشف في الماضي عن مدى قرب سوريا من أوروبا. وكل عملية عسكرية جديدة تتسبب في لاجئين جدد. وحتى في عفرين حيث وجد الكثير من السوريين من حلب ملجأ من الحرب. فهم لا يريدون الآن "تحريرهم" من قبل تركيا.