صحف: أوروبا مشغولة بنفسها متناسية محنة السوريين
١٨ ديسمبر ٢٠١٣علقت صحيفة "راينيشه بوست Rheinische Post" الألمانية على الائتلاف الحكومي الجديد برئاسة أنغيلا ميركل والذي يضم الحزب الديموقراطي الاشتراكي والتكتل المسيحي فكتبت تقول: "الائتلاف الحكومي الكبير يبدأ عمله في وقت يشهد فيه الاقتصاد ازدهارا، ونسبة البطالة في أدنى مستوياتها، واستطاعت ألمانيا الخروج من الأزمة المالية العالمية بنجاح لم تحققه أي دولة أخرى. لكن رغم ذلك تقوم هذه النجاحات على أسس مهزوزة، إذ هناك الكثير من ظروف العمل الصعبة والمعقدة، فإعادة بناء قطاع الطاقة يتعثر، وشيخوخة المجتمع تثقل كاهل أنظمة الضمان الاجتماعي. لذا على الائتلاف الحكومي أن يستغل الظروف الراهنة للاستثمار في المستقبل في مجالات التأهيل والبحث العلمي والبنية التحتية، فهكذا فقط يمكن الاستفادة من الظروف الحالية".
أما صحيفة "شفيبيشه تسايتونغ Schwäbische Zeitung" فعلقت على الأجواء السائدة بين شركاء الائتلاف الحكومي الجديد وقراءتها للعلاقة بينهما بعد عامين، إذ جاء في تعليقها "الأجواء السائدة بين الطرفين صافية جيدة، وسيبقى الوضع كذلك لمدة عامين، لكنها بعد ذلك ستتغير وتصبح غير مريحة. فضمن الحزب الديموقراطي المسيحي سيكون هناك من يعد نفسه لخلافة ميركل. وسنرى سيغمار غابريال (رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي ونائب ميركل في الحكومة) يهيئ نفسه ليكون المستشار القادم. وستبدأ المشاورات وجس النبض من قبل التكتل المسيحي والاشتراكيين مع حزب الخضر، لأن الطرفين سيفكران في فترة ما بعد الائتلاف الحكومي الواسع".
ميركل بين الكبار
الصحف الأوربية أيضا اهتمت بتشكيل الحكومة الألمانية الجديدة، فعلقت صحيفة "دي فولكسكرانت de Volkskranz" الهولندية مقارنة ميركل بأسلافها الكبار "هلموت كول وكونراد اديناور تركوا بصمتهم على المجتمع الألماني، وينتظر من ميركل أيضا أن تترك بصمتها السياسية خلال السنوات الأربع وخاصة على المستوى الأوربي". أما صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ Neue Züricher Zeitung" فحاولت قراءة أفكار نائب ميركل بشأن المستقبل، إذ جاء في تعليقها "نائب المستشارة، سيغمار غابريال الطموح، ينظر إلى هذا الائتلاف الحكومي كمقدمة لا يمكن تجنبها لتغيير حكومي في الوقت المناسب برئاسة مستشار يدعى غابريال". وبدورها علقت صحيفة "لو ربوبليكان لورين Le Republicain Lorrain" الفرنسية بالقول: "إن تشكيل ائتلاف حكومي كبير، يشير من جديد إلى فن التجديد. إنها دلالة على ثقافة بعيدة عن الأيديولوجية غير الضرورية".
الصراع مع البرد
إعصار اليكسا وموجة البرد التي اجتاحت الشرق الأوسط وشكلت تحديا وتهديدا جديدا لحياة اللاجئين السوريين، كانت موضوعا لتعليقات الصحف الألمانية. فكتبت صحيفة "دي تاغستسايتونغ Die Tageszeit" منتقدة الموقف الأوربي تجاه محنة هؤلاء اللاجئين "فيما تستعد أوربا لأعياد الميلاد يعاني السوريون وللعام الثالث من حرب أهلية دامية. لجأ أكثر من مليوني سوري إلى الدول المجاورة هربا من العنف. هناك حيث يعيشون في مخيمات لجوء مكتظة، يقاومون برد الشتاء القارس في خيام وبدون أي أفق لمستقبل أطفالهم. كان بإمكان أوروبا أن تفعل المزيد لمساعدة هؤلاء، لكن يبدو أن الاتحاد الأوروبي مشغولا الآن بنفسه أكثر من أن تظهر تعاطفها الحقيقي معهم".
أما صحيفة "زوددويتشه تشايتونغ Süddeutsche Zeitung" فعلقت على الأزمة السورية والأمل بالتوافق الدولي على إيجاد حل سلمي لها "يرى بعض المتفائلين في تعزيز نفوذ الإسلاميين سببا لتفاؤلهم، إذ أنه لا روسيا ولا السعودية ولا الولايات المتحدة ولا حتى ايران تريد أن تقع سوريا تحت سيطرة القاعدة. فالعدو المشترك يمكن أن يدفع داعمي الحرب باتجاه البراغماتية والتوافق. لكن لا ينتظر أن يحدث هذا قبل أن يعاني اللاجئون السوريون في لبنان والأردن من برد شتاء قارس آخر".
الحوار مع الحكومة والمعارضة
الأزمة الأوكرانية والمظاهرات الاحتجاجية المستمرة في كييف حازت على اهتمام تعليقات الصحافة الألمانية أيضا، فتحت عنوان: دبلوماسية الباب المفتوح، علقت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ Süddeutsche Zeitung" على رغبة الأوكرانيين في التقرب من أوربا "لو استطاع الأوكرانيون الانتخاب بحرية، لاختاروا وبدون تردد أوروبا. فالجارة بولندا التي يتحسن وضعها الاقتصادي منذ دخولها الاتحاد الأوروبي باستمرار، هو مثال يمكن تحقيقه. ولكن يطلب من المعارضة الأوكرانية أيضا إذا أرادت السير باتجاه الغرب أن تكون حازمة موحدة، فقد كانت هناك قيادة صديقة لأوروبا بقيادة فيكتور يوشتشينكو ويوليا تيموشينكو، ولكنهما تصارعا على السلطة وساعدا يانوكوفيتش على استعادتها. وعلى أوروبا أن تواصل حوارها مع الحكومة والمعارضة".