صحف ألمانية وأوروبية:على أوباما اتِباع سياسة أكثر ديناميكية في العالم الإسلامي
٨ نوفمبر ٢٠١٢تصدر موضوع فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بولاية ثانية اهتمامات الصحفة الألمانية والأوروبية الصادرة اليوم الخميس (08 نوفمبر / تشرين الثاني). اخترنا منها مقتطفات. ونستهلها بتعليق من صحيفة شتوتغارته ناخريشتن (Stuttgarter Nachrichten) حول العلاقات الألمانية الأمريكية في ظل حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والتي كتبت تقول:
"مع أوباما ستتعامل ألمانيا لفترة أربع سنوات إضافية مع رئيس حوَل مركز الثقل في العلاقات الخارجية لبلاده بشكل حازم إلى آسيا. رئيس يتعامل مع العلاقات الألمانية الأمريكية بشكل يفتقر إلى الشغف والأفكارالخلاقة، تماما مثل الحكومة الألمانية. وللحصول على فرحة وابتهاج الحكومة الألمانية بإعادة انتخابه رئيسا للبلاد سيتعين على كلا الطرفين إعطاء العلاقات دفعا كبيرا. والفرصة الثانية لتدارك ذلك سانحة."
وحول مستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية مع انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة للمرة الثانية كتبت صحيفة ماركيشه أودرتسايتون (Märkische Oderzeitung) التعليق التالي:
"لا زالت أوروبا سعيدة بأوباما لأنه الرئيس القديم. ولكن هل لديها سبب لذلك؟ في الواقع لم تُذكر أوروبا ولو بحرف واحد خلال الحملة الانتخابية. وسيتعين على الدول الأوروبية أن تدرك أن للرئيس الأمريكي مستقبلا أولويات أخرى. ذلك أن بلد الإمكانيات اللامحدودة يتخبط في نفس الأزمة التي تتخبط فيها أوروبا، ولها نفس المشاكل المالية والهيكلية مثلما هو الأمر في القارة العجوز. الولايات المتحدة لم تعد تتطلع إلى الحلف عبر الأطلسي وكلها آمال كبيرة، فالشريك أوروبا فشل في البرهنة على هذه الشراكة خاصة فيما يتعلق بالسياسات الخارجية والأمنية المشتركة وكذلك في معالجة الأزمات. مستقبلا ستتطلع الولايات المتحدة إلى علاقاتها عبر المحيط الهادي، ففي آسيا، ذات الاقتصاديات الوطنية الضخمة، ستتم معالجة كل المسائل المتعلقة بالاستقرار. وهذا ما سيركز عليه أوباما."
من جهتها، رحبت صحيفة ميتل دويتشه تسايتونغ (Mitteldeutsche Zeitung) الألمانية بفوز أوباما بولاية ثانية، مذكرة إياه بمشاكل عالقة، أهمها إيجاد خطة سلام ناجعة للشرق الأوسط. وكتبت التعليق التالي:
"هاهو أوباما ينتخب رئيسا للمرة الثانية. لكن المشاكل ليست أصغر من ذي قبل، فهو يقود بلدا مثقلا بالديون ومنهكا في مجالات عدة، في الوقت الذي يسيطر فيه الجمهوريون على الكونغرس والشرق الأوسط في حاجة ماسة وسريعة إلى إستراتيجية سلام. ولا يزال العالم ينتظر بفارغ الصبر أن يبرهن أوباما على أنه استحق الفوز بجائزة نوبل للسلام. الرئيس الأمريكي وصف بلاده في خطابه على أنها دولة قوية وواثقة بنفسها وتدافع عن السلام والحرية والكرامة لكل إنسان. لقد تحدث عن أمريكا سخية ومنفتحة عن العالم ومتسامحة تعطي الفرصة للجميع لتحقيق كل ما يريدونه. لقد قام الأمريكيون باختيار جيد. شكرا، أمريكا."
أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung) فقد طالبت الرئيس الأمريكي بالعمل أن تصبح الولايات المتحدة "جذابة" وليست منفرة خاصة في العالم الإسلامي، بحيث كتبت تقول:
"في الواقع يقف الرئيس القديم الجديد أمام مهمات كبيرة على الصعيد الداخلي. ولكن يتعين عليه أيضا ألاّ يُهمل الصعيد الدولي أيضا. (...) سوريا والبرنامج النووي الإيراني وسياسة نتنياهو لردع إيران بالإضافة إلى مناطق الأزمات الممتدة من تونس إلى أفغانستان تتطلب من أوباما أكثر من مجرد الانتظار أو اتباع سياسة التهدئة. (...) يتعين على أوباما خلال ولايته الثانية أن يكون أكثر ديناميكية في الدول الإسلامية وفي الصين أيضا. فعليه أن يتولى دوره القيادي ليس في واشنطن فقط وإنما في العالم أيضا.
من جهتها، ترى صحيفة لا ريبوبليكا (La Republica) الإيطالية أن أوباما قد ترك بصماته على السياسة الأمريكية، وأعطاها صبغة جديدة:
"إعادة انتخاب رجل يحمل اسم باراك حسين أوباما في بلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة يظهر لنا، أن المختبر الإنساني والثقافي والإثني الكبير، وهو الاسم الذي يُطلق على الولايات المتحدة، لازال يعمل وينجب مستقبلا. أمريكا التي بناها ائتلاف أوباما ليست أمريكا التي بناها الآباء والأجداد والتي لا يزال اليمينيون يتشبثون بها. ولكنها ليست أيضا أمريكا الرئيس الأسبق رولاند ريغن".
أما صحيفة إل موندو الإسبانية (El Mundo) فقد ذكّرت الرئيس الأمريكي القديم الجديد بالمشاكل العالقة، محذرة من تداعيات سياساته الاقتصادية والخارجية القديمة، آملة من أن يغيرها:
"ليس للرئيس الأمريكي أي وقت للاحتفال بفوزه بولاية ثانية. ذلك أن إجراءات التقشف التي تفاوض عليها مع الجمهوريين قد تكون لها تداعيات فضيعة ليس فقط على الاقتصاد في الولايات المتحدة، بل على الاقتصاد العالمي بأسره. سيتم رفع الضرائب للطبقة الوسطى وتخفيض نفقات الدولة، وهذا الأمر من شأنه أن يخلق حالة انكماش قد تتحول إلى تسونامي يكتسح منطقة اليورو وآسيا.
أما المشكل الثاني فهو إيران. وهنا يلعب عامل الوقت ضد أوباما. ذلك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يخوض حملة انتخابية، لن يسأل نفسه في المستقبل، متى ستحوز طهران القنبلة النووية، بل متى سيتم توجيه ضربة عسكرية ضد إيران".