صحف ألمانية: هل بات السيسي"لوثر العرب"؟
٦ يناير ٢٠١٥وفي تعليق بعنوان "لوثر العرب" في إشارة إلى مصلح الدين المسيحي القس مارتن لوثر علقت صحيفة دي فيلت الألمانية (Die Welt) حول الدعوة الأخيرة التي أطلقها الرئيس المصري، حيث كتبت تقول:
"للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أجندة واضحة: إنه يريد إعادة إحياء بلاده كأقوى بلد عربي وأكثره تأثيرا. وفي هذا السياق، لا تكلفه كثيرا الدعوة إلى تجديد ديني الذي لا تعود مسؤولية تنفيذه على أرض الواقع إليه وإنما إلى علماء الدين والشريعة. أما هو الجنرال في بدلة الرئيس المدني إنما هو مسؤول عن كل ما هو دنيوي. وعلى الرغم من ذلك، فإن السيسي وفي خطابه بمناسبة العام الجديد والذي ألقاه في جامعة الأزهر، أعلى مؤسسة روحية ودينية للسنة، فقد جعل نفسه وبدون قصد أهم داعم للتجديد الإسلامي العربي. وهذا يؤكد مدى شجاعة ووعي رئيس في رتبة جنرال للقيام بهذه الدعوة الجبارة والمتأخرة للتجديد الديني. أما بالنسبة للسيسي، فهناك أمر آخر في الميزان: الزعامة الفكرية في العالم العربي."
العاهل السعودي - "المستبد المحبوب"
وعن شعبية العاهل السعودي الملك عبدالله، وفي تعليق بعنوان "المستبد المحبوب"، كتبت صحيفة فرانفورته روندشاو (Frankfurter Rundschau) قائلة:
"في صفوف المعارضة (السعودية) هناك الكثيرون الذين يعشقون ملكهم وينتقدون النظام. ومن الواضح لجميع الأطراف أن الملك، حتى وإن كان حاكما مطلقا، إلا أن لسلطته حدود ضيقة: فلا يمكنه القيام بتغييرات إلا إذا حظي بدعم رجال الدين. ونظرا لتمدد "الدولة الإسلامية" في بلد الجوار العراق، فإن العائلة المالكة لا يمكنها أن تتحمل تبعات إثارة غضب الإسلاميين ضدها. الملك عبد الله نجح في توضيح ذلك لرعاياه. ويبدو أن ذلك هو السبب وراء شعبيته."
ألمانيا متعددة الألوان
أما عن المظاهرات التي تنظمها حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام والأجانب في عدد من المدن الألمانية،فقد علقت صحيفة "بيلد-تسايتونغ" (Bild-Zeitung) حول معاداة الأجانب قائلة:
"في كل أنحاء ألمانيا أظهر الناس رفضهم لمعاداة وكراهية الأجانب. وعدد المتظاهرين المناهضين (لحركة بيغيدا المعادية للإسلام والأجانب) في تزايد مستمر. وهذا أمر جيد! إذ أنه لا يجوز أن نترك الشوارع واسعة للغوغاء وعباراتها البليدة. لقد قطعت ألمانيا خلال الخمسة عشر عاما الماضية أشواطا طويلة في مجال الاندماج (اندماج المهاجرين في المجتمع الألماني). وللعديد من نجومنا من لاعبي كرة القدم أصول مهاجرة وكذلك لأفضل مطربينا. وربما قد يكون في يوم من الأيام لمستشاري ألمانيا القادمين أجداد من بلدان بعيدة. ألمانيا أصبحت متعددة الألوان(متنوعة)، فدعونا لا نتركها تتحول إلى أبيض وأسود."