صحف ألمانية: نهاية ولاية أوباما تكشف عن مجتمع أمريكي منقسم
١١ يوليو ٢٠١٦كشفت شرطة دالاس أن مطلق النار ميكا جونسون على خمسة رجال شرطة، لقوا حتفهم، كان يخطط لهجوم أكبر. وسادت احتجاجات في عدد من المدن الأمريكية ضد تعامل ضباط الشرطة مع الأمريكيين من أصل إفريقي. وتعكس الصورة الاجتماعية السائدة في أمريكا مجتمعا منقسما، كما لاحظت عدة صحف ألمانية مثل "لايبتسيغر فولكستسايتونغ"، التي اعتبرت أن الرئيس باراك أوباما يواجه متاعب حقيقية في تحقيق الوئام الاجتماعي بين طبقات المجتمع، وكتبت تقول: "إنها حقيقة مرة بالنسبة إلى أوباما: كان لا يريد كأول رئيس أسود الانشغال بالنزاعات العرقية، إنه كان يريد أن يعتبره الآخرون كرئيس دولة لكافة السكان. والآن يتضح أن أمريكا ما تزال تعاني من الفرقة المتجذرة التي تتعمق منذ قرون. وفرص التوصل لأجوبة وحلول سريعة ليست جيدة ـ وهي بالأحرى ليس واردة في الأجواء المشحونة للسنة الانتخابية".
ووقعت في نهاية الأسبوع المنصرم اشتباكات في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا بين الشرطة والمشاركين في مسيرة تتبع حركة "بلاك لايفز ماتر" أو "حياة السود لها قيمة"، أثناء احتجاج على قتل الشاب فيلاندو كاستيل بالرصاص على يد الشرطة في المنطقة. وتوضح هذه الأحداث مدى حالة الانقسام السائدة داخل المجتمع الأمريكي. وهذا ما لاحظته أيضا صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ"، التي كتبت تقول: "باراك أوباما ستمر عليه قريبا ثماني سنوات في منصبه، ولكن الكثير من المهام التي وضعها نصب عينيه لم يكتمل بعد. وبالتحديد في نهاية ولاية حكمه تظهر الولايات المتحدة أكثر انقساما من ذي قبل. فعوض سد الشروخ بين السود والبيض وبين الفقراء والأغنياء وبين الديمقراطيين والجمهوريين، فإن الأجواء في جزء كبير من البلاد مسممة".
وقد دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما مجددا الأحد الماضي الأميركيين إلى التزام الهدوء وعدم مهاجمة قوات الشرطة، غداة ليلة من التوتر الشديد بين السود والشرطة إثر مجزرة دالاس. واعتقلت قوات الشرطة الأميركية أكثر من 200 شخص في مدن عدة شهدت مظاهرات، هاجم خلالها سكان من السود الشرطة. وفي هذا السياق كتبت صحيفة "دير تاغسشبيغل" من برلين: "أمريكا تشهد منافسة بين مَدّين ديناميكيين: الجهود الكبيرة لتحقيق تحسن ملموس في الحياة اليومية بما في ذلك الصبر الذي يتطلبه ذلك من المعنيين، إضافة إلى الاحتجاج الذي يتبع ذلك عندما تُثار توقعات لا تتحقق بسرعة. دالاس هي بمثابة إشارة تحذير: الصبر لا يكفي إلى الأبد. فالبعض ينتابه السخط ويدفعه إلى رفع السلاح. لكن الغالبية ما تزال تراهن على أن يقود التحول إلى ما هو أحسن".
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" اهتمت هي الأخرى بالتطورات الاجتماعية في الولايات المتحدة، وكتبت تقول: "أن تؤدي عمليات القتل القبيحة بحق رجال شرطة إلى تصعيد في التوترات العرقية، فليس هناك خشية من أن يأتي ذلك بتأثير سهل ويدفع البلاد إلى الاعتراف بضرورة الاستثمار أكثر في التعايش المنشود كثيرا من قبل أوباما... ويبقى الأمل في ذلك بتردد. فلو أن سياسيين جمهوريين وليس فقط الديمقراطيين الذين يلتف خلفهم الكثير من السود، يبرهنون على تفهم لظروف العيش الصعبة التي يعانيها السود، فإن ذلك لن يتعدى أن يكون خطوة صغيرة إلى الأمام".