صحف ألمانية: محاكمة مرسي تعمق الانقسام السائد في البلاد
٣ سبتمبر ٢٠١٣علقت صحيفة "راينيشربوست" على قرار النيابة العامة المصرية بإحالة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى محكمة الجنايات بتهمة التحريض على القتل، قائلة:
"بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 آخرين من قياديي الإخوان المسلمين، يواصل الجيش المصري نهجه المتشدد ويعمق انقسام البلاد. لكن مصر لا تزال بعيدة عن التحول إلى سوريا ثانية، ولن تكون هناك حرب أهلية رغم كل الهجمات التي تقع والاضطرابات التي تشهدها البلاد. فالجيش قوي بما يكفي لفرض النظام والأمن".
وتتابع الصحيفة: "ستكون إشارة جيدة، لو أن محاكمة الإخوان المسلمين لا تكون صورية، بهدف تغييب الإسلاميين بأسرع ما يمكن وللأبد في غياهب السجون. ورغم أن القضاء المصري يعاني كثيرا من الضغوطات، إلا أنه دافع بشجاعة عن استقلاليته في مواجهة حكام البلاد، لكن هذا غير مؤكد، فمصر بعيدة عن كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية".
بدورها حذرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" من عودة الديكتاتورية إلى مصر، إذ جاء في تعليقها:
"القوى القديمة من عهد مبارك، قد عادت من جديد و بات خطر العودة إلى الدولة البوليسية كبير. أوروبا يمكنها التأثير في مجرى الأحداث بشكل يمكن أن يعود بالفائدة على مصر ولا يضر بجيرانها على الضفة الأخرى للبحر المتوسط، وهذا ليس بالأمر الهين. فالتعامل مع مصر لا يحتاج للحس السياسي فقط، وإنما إلى تفهم النفسية المصرية بشكل ما".
"أوباما متردد وجبان"
الأزمة السورية وتطوراتها، وخاصة ما يتعلق بالموقف الأمريكي وسعي أوباما للحصول على تأييد الكونغرس لتوجيه ضربة لسوريا، لم تغب عن تعليقات الصحف الألمانية. إذ كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغمانية" تقول:
"إذا كان ضرب منشآت للنظام السوري لن يحظى على موافقة مجلس الأمن، فمن الصحيح أن يكون بتغطية سياسية من الكونغرس. لكن هذا لن يغير شيئا في تراجع مصداقية أمريكا نتيجة التغييرات المفاجئة في مواقفها، والتشكيك في قدرات أوباما القيادية لم يصبح أقل".
في حين علقت صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" على موقف أوباما بالقول:
"الدفاع بدل الهجوم، إنها فكرة جيدة لكنها مع الأسف متأخرة جدا. إذ كان على أوباما أن يسعى قبل فترة طويلة إلى الحصول على موافقة الكونغرس. ففي النهاية الأمر يتعلق بمسألة حساسة، إنها الحرب والسلام. وبالتالي فإن الإشكالية تكمن في أن الرئيس نفسه قد أقر بأنه تم تجاوز الخط الأحمر في سوريا، وبالتالي لابد من تنفيذ الضربة؛ وإن سعيه إلى الحصول على الدعم بعد ذلك، يظهره الآن وكأنه خائف ولا يمتلك الشجاعة أو أنه يحاول إلقاء المسؤولية على عاتق كثيرين. وباختصار، فإن أوباما متردد وجبان"
أما في الشأن الفلسطيني فعلقت صحيفة فرانكفورتر ألغمانية على استمرار إسرائيل في الاستيطان وخطر ذلك على محادثات السلام، بالقول:
"إذا أعطت الحكومة الإسرائيلية تراخيص لبناء مستوطنات جديدة، عشية جولة جديدة من محادثات السلام، فإنها تريد بذلك أن تسمح بانهيار المحادثات وأنها غير مهتمة بالسلام. هدف إسرائيل واضح، إنها تريد من خلال إحاطة القدس بالمستوطنات عزلها عن محيطها العربي".
بدورها علقت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" على محادثات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، فكتبت تقول:
"بعد عشرين عاماً من المفاوضات وعدد لا يحصى من خطط السلام، يعرف كل شخص في إسرائيل وفلسطين وباقي أنحاء العالم؛ كيف يجب أن يكون الحل القائم على أساس دولتين لشعبين. وبالمقارنة مع باقي الأطروحات فإن هذا الحل هو البديل الأفضل... أما الحل الآخر الذي يتم تداوله كثيراً والقائم على أساس دولة واحدة، فهو ليس رفضا لحق الفلسطينيين في دولتهم الخاصة بهم، وإنما يعني نهاية الدولة اليهودية أيضا"