صحف ألمانية: ما الذي سيعنيه اتفاق إيران النووي للسعودية؟
١٥ يوليو ٢٠١٥صحيفة "تاغيس تسايتونغ" (Tageszeitung) الصادرة في برلين كتبت في تعليق لها:
"العائلة المالكة في الرياض - وكذلك مصر وتركيا - راقبت المفاوضات مع إيران بشكوك كبيرة، لأنها رأت فيها توجهاً من الولايات المتحدة نحو إيران. في القمة الخليجية الأمريكية، التي عقدت منتصف مايو/ أيار الماضي بكامب ديفيد، اضطر ممثلو الدول الخليجية للانسحاب وهم محبطون، لأن الولايات المتحدة لم تتعهد بالدعم الأمني الذي كان يأملون به، أو حتى بضمان المساعدة من قبل واشنطن. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الولايات المتحدة وإيران سيتصرفان كشريكين في المستقبل. ولكن التوازنات تغيرت، ودور واشنطن أمام القوى الإقليمية صار أضعف. إضافة لذلك، فإن لدى الولايات المتحدة وإيران عدواً مشتركاً: تنظيم الدولة الإسلامية".
أما الصحيفة الصادرة في برلين أيضاً "فيلت" (Welt) فكتبت:
"إعادة الاندماج في المجتمع الدولي وزيادة الاتصال مع الخارج وتقوية الحكومة المعتدلة في إيران - كلها عوامل تتيح على الأقل إمكانية انفتاح إيران على المدى الطويل وإحداث التغيير هناك. إنها فرص قائمة. ولكن المخاطر يمكن أن تقضي عليها. والآن أمام المجتمع الدولي عشر سنوات بالضبط من أجل وضع إطار سياسي لمنع حدوث سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط".
"ولكن النجاحات الممكنة لا تأتي لوحدها"، كما ترى صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" (Frankfurter Rundschau) في تعليقها التالي:
"يجب أن تستمر الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بالانخراط في الشرق الأوسط. يجب عليها أن تواصل جهودها من أجل تقليل انعدام الثقة المتبادل بين إيران من جهة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى من جهة ثانية. بدون هذه الدول، أو ضدها، لن يكون هناك أي تقدم مستدام في المنطقة. تخفيف التوتر في العلاقة بين القوتين الإقليميتين إيران والسعودية ضروري للغاية. لأن صراعهما الحالي عزز أو سبب بعض الصراعات في المنطقة".
صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" (Süddeutsche Zeitung) الصادرة في ميونيخ تبدو متوجسة هي الأخرى:
"أظهرت روسيا كيف يمكن لقوة نووية أن تلتهم أراضي جيرانها دون أن تخشى شيئاً، باستثناء بعض العقوبات الاقتصادية وإغلاق حسابات بنكية. وإيران أظهرت بدورها كيف يمكن بالوقاحة والمثابرة - رغم معارضة أغلبية العالم ورغم العقوبات القاسية - أن تقترب من امتلاك أسلحة نووية، بل وأن تحصل في النهاية على مباركة المجتمع الدولي المنهك. عندما ترى دول أخرى مثال روسيا وتتجه لتقليد تجربة إيران، فإن اتفاق فيينا - كما يقول المتشائمون - ليس اتفاق سلام، وإنما مادة أولية لكوابيس نووية. وهذا يجب أن لا يحدث. هل سينجح هذا الاتفاق؟ الأمر مرتبط بالتطبيق والمراقبة. ولكن يجب أن لا ننخدع: مع اتفاق فيينا تبدأ رحلة إلى المجهول".