صحف ألمانية: لماذا تهتم أوروبا بليبيا الآن؟
١ ديسمبر ٢٠١٧وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو":
" المستشارة الألمانية وزعماء أوربيين آخرون يبدون قلقهم حالياً من الوضع في ليبيا ولكن لماذا الآن فقط ؟ وماهي الجرائم التي يجب أن تحدث حتى يتذكر الأوروبيين قيمهم الإنسانية التي التزموا بها؟ كما يجب أيضاً طرح السؤال عن مسؤولية رؤساء الحكومات والدول الإفريقية. على كل حال تقرر في أبيدجان الآن وضع خطة لإجلاء المهاجرين الذين فشلوا في الوصول إلى أوروبا من المناطق الليبية الخاضعة لسيطرة الحكومة. وهنا يُطرح السؤال: لماذا الآن؟ وما الذي يحدث لأولئك الذين ليسوا محظوظين ويتعرضون للاستعباد في أجزاء أخرى من البلاد؟ من المحدد أن تتم إعادة أكبر عدد ممكن من المهاجرين الذين فشلوا في عبور البحر إلى بلدانهم الأصلية. وويتعلق الأمر هنا بجرائم خطيرة ضد الإنسانية. إن الأمر يتعلق بإنقاذ الأشخاص الذين انتهى بهم المطاف في الجحيم على وجه السرعة، وهذا ما يُعد أيضاً التزاماً من التزامات الأوروبيين".
وتنظر صحيفة "دي فيلت" اليومية من برلين بشكوك إلى خطط إجلاء اللاجئين الأفارقة من ليبيا :
"مئات العشائر وعشرات الآلاف من الميليشيات وجزء أيضاً منمؤسسات الدولة يتاجرون بالبشر في ليبيا. في العام الماضي جنوا ما لا يقل عن 1.6 مليار دولار. هؤلاء الأشخاص لا تردعهم العقوبات والملاحقة القانونية". فما العمل؟ لن تنتهي الفوضى إلا بواسطة حل سياسي. في النهاية لا مفر لليبيا من تدخل موسكو في سياستها أيضاً. لأن روسيا لديها مصالح اقتصادية هائلة وتستغل بذكاء الفراغ السياسي الذي خلفه الغرب في ليبيا. وإذا فشلت هذه الجهود، فإن على الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو التفكير في تدخل عسكري محدود. ولا ينبغي أن يظل هذا الأمر ضمن المحظور، ولا ينبغي أن تتخبط ليبيا أكثر في الفوضى، لأن هذا البلد مهم جداً بالنسبة لأوروبا ".
ومن جهتها انتقدت صحفية "تاغس تسايستونغ" (تاتس) الألمانية التعامل الأوروبي مع التزامهم تجاه أزمة المهاجرين في ليبيا:
"من خلال الفيديو الذي كشف النقاب عن مزاد لبيع العبيد في ليبيا، ظهر موضوع ملح يريد كل طرف أن بيساهم فيه بشكل ما. ولولا موضوع العبيد لم يكن ليصبح واضحاً مدى قلة الاهتمام بالشراكة التي تتعهد بالكثير. في المكان الذي يوجد فيه نزاع حقيقي وحيث يوجد إمكانيات لوضع جدول أعمال مشترك حقيقي، لم يحدث شيء: ميركل وماكرون، الشخصيات المهيمنة على الجانب الأوروبي، قدموا فقط الشيء نفسه مع الكثير من الإضافات : صفقات جديدة والمزيد من المال للدول مثل ليبيا والنيجر وتشاد، المشاركة في زيادة تحصينات أوروبا من خلال معسكرات للمهاجرين في أفريقيا، بالإضافة إلى بعض الدعم الاقتصادي للدول المستعدة والقادرة على الإصلاحات الليبرالية. لكنهم لم يقدموا الطرق القانونية والآمنة للمهاجرين، والتي تعد في غاية الأهمية بالنسبة للأفارقة ".
أما صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" فطالبت بالاهتمام بالموضوع الأساسي لقمة أبيدجان :
"لقد استغل الرئيس ماكرون بذكاء قمة الاتحاد الأوروبي والافريقي في كوت ديفوار لإطلاق مبادرة هدفها التخفيف من حدة البؤس في مخيمات اللاجئين الليبية. لكن لا يمكن القول إن كان كل شيء سيسيرعلى النحو المتفق عليه في أبيدجان. ولا يمكن تحقيق عمليات الإجلاء بسهولة في بلدان الحرب الأهلية ... (...) يجب إعادة المهاجرين الذين لا يتعرضون للاضطهاد السياسي إلى بلدانهم الأصلية، وإعادة توطين الذين هم بحاجة حقيقية للحماية في أوروبا (...) غير أن هذا الأمر يبقى في حكم المجهول: لا أحد يمكنه القول ما إن كانت عمليات إعادة التوطين الخاضعة للرقابة يمكنها التقليل حقاً من عدد المهاجرين. ففي ليبيا وحدها ينتظر مئات الآلاف من المهاجرين فرصة الوصول إلى أوروبا، في قارة يعيش بها 1.2 مليار نسمة و الكثير من الأزمات، هناك العديد من الأشخاص الذين هم في حاجة إلى الحماية. لذلك من المهم متابعة الاتحاد الأوروبي على المدى المتوسط والبعيد الموضوع الأساسي لقمة أبيدجان. وتحتاج افريقيا بشكل عاجل إلى مزيد من التنمية من أجل ابقاء الكثير من الشباب في أوطانهم ".
ر. ز / إ. م