صحف ألمانية: لكل ثورة انتكاسة وزمن التغيير العربي في بدايته
٢٠ أغسطس ٢٠١٣ترى صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ Stuttgarter Zeitung الألمانية حول العلاقات المستقبلية بين مصر والغرب أنه:
"يبدو من الواضح كيف سيتعامل الغرب مع القضية المصرية. فالغرب سيتعاون عاجلاً أم آجلاً مع القيادة المصرية الجديدة حتى وإن كان يرتدي أعضاؤها أو مَن يقفون وراءهم الزي العسكري. بالطبع سيزخرف الغرب كل مواقفه في البداية قليلاً وكالعادة بمطالب ضبط النفس وتجنب العنف ومراعاة مبادئ الديمقراطية. لكن سرعان ما ستطغى السياسة الواقعية على السياسة المثالية حين يعطي الغرب الوزن الأكبر لمصالحه الخاصة، وسيتّهم الكثيرون الغرب باللاأخلاقية وازدواجية المعايير. وعلى الغرب تقبّل الانتقاد، علماً بأن الغرب في النهاية له الحق في عدم إهمال مصالحه".
وحول موقف الغرب من أعمال العنف في مصر ورد في تعليق صحيفة نويه أوسنابروكر تسايتونغ Neue Osnabrücker Zeitung الألمانية:
"القاهرة تحترق، والغرب يتفرج كيف يقمع الجيش المصري انتفاضة الإخوان المسلمين. ربما ننتقد تقاعس الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في هذا الشأن، ولكن ماذا عسى الغرب أن يفعل؟ فعصر التأثير الكبير لواشنطن وباريس ولندن على العالم العربي قد ولّى، كما أن تدخل الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان أضر بها، ولذلك كان هناك تحفظ في الأزمة السورية، والعقوبات أثبتت أنها غير مُجدِية، فالصين وروسيا تنتظران ذلك كي تدخلا على الخط كبلدين معتمدين على التصدير. وإذا أوقفت واشنطن معوناتها للقاهرة فإنها ستكون بذلك قد قطعت شعرة معاوية بينها وبين مصر".
وحول الوضع في مصر تتساءل صحيفة دير شتاندارد Der Standard النمساوية:
"كيف يمكن التعامل مع المناوئين للديمقراطية في دولة غير مستقرة؟ غالباً ما يكون من الأفضل الانتظار حتى حدوث انتخابات وتحقيق إطار دستوري يضمن شروط دولة القانون. وكان ينبغي تطبيق هذا على مصر بعد سقوط مبارك. حين يفوز الإسلاميون أو أي متشددين آخرين في الانتحابات مجدداً فيجب أن يكون هدف خصومهم هو الحد أو التخفيف من سلطتهم وليس سرقتها. هذه عملية شاقة وقد تبوء بالفشل، لكن البديل عنها هو بالتأكيد طريق مسدود محاط بالدماء".
وحول اقتراح الحكومة الانتقالية المصرية حظر جماعة الإخوان المسلمين، ترى صحيفة دي فيلت الألمانية Die Welt أن:
"حظرحركة الإخوان المسلمين قد يبدو دون فائدة لأول وهلة، لأن هذا الإجراء لن يجعلهم يختفون عن المشهد السياسي في البلاد. لكن فائدة الحظر قد تتمثل في جعل الحركة أكثر مدنية. فربع المجتمع المصري أو ثلثه يناصر هذا التنظيم الإسلامي الذي يُعَدّ أقدم الحركات الإسلامية على الإطلاق. يجب على هذا التيار أن ينخرط ضمن عملية سياسية تعددية في العالم الإسلامي، لكن الرئيس المعزول مرسي لم يقم بذلك. فالسلطات المطلقة التي أسندها لنفسه وضعت منظمته على محك الديمقراطية، ويُعَدّ ذلك سبباً مقنعاً لحظر حزبه".
وتحت عنوان "تغيير دامٍ" علّقت صحيفة فرانكفورتر ألغيمانية تسايتونغ Frankfurter Allgemeine Zeitung الألمانية حول الثورة المصرية وثورات الربيع العربي إجمالاً تقول إن:
"تاريخ الثورة الفرنسية يرينا أنهبعد الثورات تأتي انتكاسات وثورات مضادة قوية، وعرين الثورات المضادة والداعم لها في العالم العربي هو بعض دول الخليج الغنية وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين موّلتا الانقلاب العسكري ضد مرسي، حتى أنهما مستعدتان لمواصلة التمويل إذا أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها المالية لمصر، فالسعودية والإمارات ستسعيان للحفاظ على الوضع الراهن كي تبقيا في مأمن من رياح التغيير. فهما تريان أنهما ستبقيان في مأمن من الثورات طالما أنهما تساعدان في فشل حركة الإخوان المسلمين في مصر. فهما تخشيان من كون حركة الإخوان المسلمين تمثل النموذج الإيديولوجي الأوفر حظاً لأن يكون بديلاً عن الأسرتين الحاكمتين فيهما. لكنهما على المدى الطويل لن تقويا على مقاومة تيار التغيير. فزمن التغيير العربي ما زال في بدايته".