صحف ألمانية: سوريا تحت إمرة روسيا وإيران
٢٤ فبراير ٢٠١٦صحيفة "دي فيلت" الصادرة ببرلين علقت قائلة:
"روسيا وحليفتها إيران لا تباليان بوقف هجماتهما ضد الثوار المناهضين للأسد. القضاء على هذه المجموعات ـ وليس الميليشيا الإرهابية داعش ـ هو هدف المحور الحربي القائم بين موسكو وطهران ودمشق. سلاح الجو التابع لبوتين عكس ذلك صعد من غاراته على حلب ومواقع أخرى في شمال سوريا عقب مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في ميونيخ. ويُخشى أن تتكرر هذه اللعبة في أعقاب التفاهم المبرم مؤخرا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول وقف لإطلاق النار ابتداء من السبت... ولكن حتى من ناحية السياسة الأمنية البحتة فإنه من غير المعقول المراهنة على نظام الأسد كعامل استقرار في داخل سوريا، لأنه في الحقيقة لا يمكن الحديث عن هذا النظام كقوة مستقلة. فإيران وروسيا سيطرتا منذ مدة على القيادة في الجزء المتبقي له في سوريا. والتثبيت المستمر للأسد في السلطة سيعادل استحواذا فعليا على هذا البلد العربي من قبل إيران الشيعية الأصولية وحليفتها الإستراتيجية روسيا".
ومع ورود أنباء عن معارك على عدة جبهات عبر معارضون تدعمهم السعودية عن شكوكهم في الاقتراح المعلن لوقف إطلاق النار في سوريا، ولذلك كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" من ميونيخ تقول:
"حسابات بوتين في الحرب بسوريا تبقى هي القديمة. فالرئيس الروسي يريد تقوية موقف محضونه بشار الأسد بقوة السلاح قبل أن يبدأ التفاوض بجدية بشأن السلام وقضية السلطة. وهذا لم يتم بعد. وتنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزعج حاليا الأسد مثل مجموعات الثوار الأخرى الكثيرة التي تحاربه منذ 2011، وجزء منها على أبواب العاصمة دمشق. هذه الميليشيات يجب الانتصار عليها لضمان سلطة الأسد. وبما أن العديد من هذه المجموعات متحالف مع جبهة النصرة، فإن بوتين والأسد وحلفاءهم الإيرانيين يمكن لهم في المستقبل تبرير أي خرق للهدنة. جبهة النصرة، وهي جماعة إرهابية تعقد تحالفاتها المرصودة مع مجموعات متمردة أخرى، والرسالة هي نقاتل جميعا والقضايا المبدئية تُناقش لاحقا. والكثير من الثوار ليس لديهم مشاكل مع النصرة. فهم أيضا من أنصار الشريعة، ويبتغي الغرب في موقفه الحرج في سوريا نعتهم في وصفة تجميلية "كمعتدلين".
وأمام الوضع المتشعب في سوريا قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة ستعلم قريبا ما إذا كانت خطة وقف إطلاق النار ابتداء من السبت ستتماسك. وفي هذا الإطار علقت صحيفة "تاغسشبيغل" الصادرة ببرلين على موقف الغرب، وكتبت تقول:
"الغرب قرر عدم تحسين موقفه في سوريا عسكريا. والانعكاسات هي الآن واضحة. ولاسيما الرئيس باراك أوباما يواجه انتقادات. ولكن هل كان سيجني الثناء في حال ما أرسل جنودا إلى عمليات القتال للإطاحة بالأسد وتحمل استعمار بلد إسلامي ثالث بعد أفغانستان والعراق؟ وهل كانت ألمانيا ستدعم هذه السياسة بجنود؟ بالطبع لا. وجانب من ثمن هذا التحفظ هو أنه بما أن الغرب غير قادر على إلزام الأسد، فيبقى فقط الأمل معلقا على المفاوضات ـ رغم كل الشكوك المبررة".