صحف ألمانية: رواية موسكو للهجوم بالغاز في سوريا غير مقنعة
٦ أبريل ٢٠١٧
سلط الكثير من الصحف الألمانية الضوء على حادثة الهجوم الذي وقع الثلاثا ( الرابع من إبريل/شباط) في مدينة خان شيخون السورية، والذي يعتقد بأنه بغازات سامة أو أسلحة كيميائية، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين.
في هذا السياق كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" تقول:
"لا يكاد أحد في الغرب أن يصدق أن الهجوم بالغاز السام، الذي راح ضحيته أكثر من سبعين شخصا، حادث عرضي يتحمل المتمردون جزءا من المسؤولية عنه، وفقا للرواية الروسية معروفة الأسباب. وحتى وزير الخارجية (الألماني زيغمار) غابرييل يتحدث عن "جريمة حرب وحشية". وحتى إدارة ترامب تتهم نظام الأسد بتنفيذه. وبهذا تتجه جميع الأنظار إلى الكرملين، لأنه بدون التدخل الروسي لصالح الجزار الأسد لما بقي نظامه".
محرر لموقع "شبيغل" الإلكتروني وصف الرواية الروسية للحادث بأنها "كذبة"، وكتب يقول:
"حكومة روسيا احتاجت بالتحديد إلى 24 ساعة لتقديم شرح للهجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون السورية... هذا الهجوم الجوي أدى حسب المعلومات الراهنة لشهود عيان وأطباء إلى وفاة 72 شخصا، بينهم 20 طفلا. وحسب وصف الكرملين هم ماتوا، لأن مقاتلة سورية قصفت مختبرا للأسلحة الكيميائية تابعا للمتمردين. ومن هذا المنطلق فإن المتمردين الذين يسيطرون على خان شيخون هم المسئولون عن موت هؤلاء. لكن تصريح الجنرال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية يكشف عدة ثغرات. المتحدث الروسي يزعم أن القصف الجوي وقع بين 11.30 و 12.30 حسب التوقيت المحلي. هذه كذبة: لأن شهود عيان ذكروا أن الهجوم حصل نحو الساعة 6.30 حسب التوقيت المحلي... كوناشينكوف زعم أيضا أن الضربة الجوية استهدفت "مستودعا كبيرا للذخيرة والعتاد العسكري للإرهابيين"... ولكن إذا تم في الحقيقة استهداف "مستودع كبير للذخيرة" لحصلت في مكان الضربة في خان شيخون انفجارات وحرائق. الصور التي نشرت من المدينة حتى الآن، لا تقدم إي إشارة على ذلك".
وفي موقع "شبيغل" الإلكتروني أيضا ورد في تعليق لمحرر آخر ما يلي:
"ما حصل في محافظة إدلب السورية لا نزال لا نعرفه بدقة. هل استخدم الجيش الحكومي مجددا أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين وربما الغاز السام الفظيع سارين؟ هذا ما أعلنت عنه المعارضة في المنفى، وهو ما تراه ايضا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا. وحتى وزير الخارجية الألماني يحمل النظام السوري المسؤولية. أم أن الأمر كان مختلفا؟ هل قصفت وحدات حكومية بدون معرفة مستودعا للأسلحة الكيميائية لمجموعة متمردة ومن ثم بالخطأ نشرت الغاز المميت؟ هكذا تقول روسيا. هذه التساؤلات يجب توضيحها، لأنه المرء يريد تحديد المسئولين ومعاقبتهم يوما ما على جريمة الحرب الشنيعة هذه".
أما صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" فقد سلطت الضوء على دور أوروبا، وكتبت تقول:
"قلما يمكن لأوروبا المساهمة في وقف هذه الحرب، وأقصى ما ينبغي عليها القيام الآن ـ والحال كذلك ـ هو التخفيف من معانات الناس حول المنطقة الملتهبة. فالدول المانحة يجب أن تكون صادقة وتقوم أخيرا بتحويل المبالغ الموعودة لصالح اللاجئين في المنطقة إلى الدول المجاورة. ويجب عليها أن تتساءل هل سياساتها الخاصة باللجوء تتناغم مع قيمها".
صحيفة "دارمشتيتر إيشو" تساءلت عن التحول المعلن في نهج سياسة الرئيس الأمريكي تجاه سوريا، وكتبت تقول:
"إذا كانت إدارة ترامب جادة في تغيير النهج في السياسة الواقعية، فسيصبح لواشنطن على الأقل من جديد موقف يمكن الإعتماد عليه... إلى أي حد يعني ترامب ذلك فعلا بجدية أو أنه فقط يريد استغلال ذلك للتمييز الكلامي مع سلفه أوباما، فهذا غير معروف. ولكن حاليا يبدو فعلا وكأن الشخص المتقلب بقوة داخل البيت الأبيض بالذات هو آخر أمل لليائسين والبريئين في سوريا".
ر.ز/ م.أ.م (ع.ج.م)