صحف ألمانية حول القدس: "الشارع العربي" يبقى على الأريكة"
١١ ديسمبر ٢٠١٧صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتانغ" سلطت الضوء على ردود الفعل في العالم العربي والأراضي الفلسطينية، وكتبت تقول:
"بعض الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية ليست هي "الانتفاضة الثالثة" المعلن عنها، وفي الأماكن الأخرى ظل "الشارع العربي" في البيت في سباته مختزلا جهده على "أريكة عربية". وحتى الجلسة الطارئة لوزراء خارجية الجامعة العربية في القاهرة لم تشهد تلك المشاجرة التي تعبر عن أي غضب، بل إن البحرين تجاوزت الجلسة وبعثت في تلك اللحظة وفدا إلى إسرائيل. وحتى في داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اقتصر الأمر على إظهار منتقدو ترامب "خيبة أملهم". فليس هناك في أي مكان أثر لغضب شعبي، وذلك حتى في إيران. والانتقادات جاءت من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن أن إسرائيل "دولة إرهابية" و "قوة احتلال قمعية". وهذا يكشف مدى تغير الثقل في العالم الإسلامي. والأنظمة العربية قد لا يعجبها تحرك أردوغان".
أما صحيفة "تاغستسايتونغ" الصادرة في برلين فقد جاء تعليقها كما يلي:
"الرئيس الأمريكي ترامب يعرض بقراره هذا على العالم العربي ضعفه الذاتي بلا رحمة. وهذا الضعف المستفز يشبه المعرض في ساحة مدرسة. وفي بعض البلدان تسود هناك الحرب والأزمات، وفي الجزء الآخر تحكم أنظمة تقمع أية احتجاجات في الشارع خوفا من أن تتجه في النهاية ضده، ألا تفكر الأنظمة العربية الآن في كيفية الاستفادة من الوضع؟ وكيف يمكن لها أن تخسر الكثير؟ وهذا في وقت يبقى فيه الكثير مفتوحا: ماذا يأتي بعد داعش في العراق وسوريا؟ وهل ستنفذ المملكة السعودية فعلا الإصلاحات أو سينهار هناك نظام آل سعود؟ وهل سيموت الناس جوعا في اليمن؟ وهل سيتجاوز السيسي كل المتاعب للبقاء (رئيسا) في مصر؟ كل شيء في العالم العربي يوجد ضمن سيل عارم، وترامب المتقلب جعل الوضع هناك أكثر تقلبا.
صحيفة "دي فيلت" انتقدت في تعليقها بقوة ردود الفعل الإسلامية والعربية على قرار ترامب بشأن القدس، وكتبت تقول:
"الدول العربية تشجب الاعتراف بالقدس ـ في حين أنها لم تعترف حتى بوجود إسرائيل في أية حدود كانت. وتبقى إسرائيل وسيلة محببة لصرف الأنظار عن عطب عمل المجتمعات الإسلامية والأنظمة. وفي منطقة تتحارب فيها جميع المجموعات الممكنة باستمرار ضد بعضها، يبقى انتقاد إسرائيل هو الوحيد الذي يلتف حوله الجميع، ومن يعتقد الآن أن ترامب هو السبب في كل شيء، فوجب تذكيره بأن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى رئيس أمريكي كذريعة من أجل قتل يهود. ومنذ ثلاث سنوات تشهد إسرائيل انتفاضة صغيرة يتم فيها شحن فلسطينيين شباب لقتل مدنيين إسرائيليين بسكاكين أو سيارات. وهذه التجاوزات المشبوهة "للشارع العربي" يتم تعبئتها باستمرار من طرف جانب مهتم (ببقاء الوضع كذلك) أو في الغالب هي مدبرة من جهات عليا".
أما صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" فتعتبر أن الشرق الأوسط بدأ بداية تطور جديد، وكتبت تقول:
"في هذه الأيام يتم خلط الأوراق من جديد في منطقة الأزمات. فبقراره الأحادي الجانب لصالح إسرائيل لم يضيع الزعيم في البيت الأبيض دور أمريكا في الوساطة فقط ، بل هو أحرج كذلك القوى المعتدلة في العالم العربي. والقارة العجوز شهدت قبل 100 عام تحديدا العواقب المفجعة التي يمكن أن يتسبب فيها غياب راع نزيه. فهناك حاجة أكثر من ذي قبل لدبلوماسيين محنكين".
ر.ز/ م.أ.م