صحف ألمانية تحذر من تطور مأساوي للأحداث في مصر
١٥ أغسطس ٢٠١٣اعتبرت صحيفة "نويه أوزناربروكر تسايتونغ" (Neue Osnabrücker Zeitung) أن الجيش نجح في مخططاته لبسط هيمنته من جديد، بعد أن فض يوم أمس الأربعاء (15 أغسطس/ آيار 2013) وبالقوة، اعتصامات مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، المطالبين بعودته كرئيس منتخب. لكن الجيش - حسب الصحيفة - "يربي عبر خطوته أجيالا حاقدة":
"بعناد وعنف، استعرض جنرالات الجيش المصري سلطتهم وفضوا اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. رفض الجيش سماع الأصوات المعتدلة القادمة من معسكر الحكومة المؤقتة الحالية، التي كانت تدعو إلى الحل السلمي للأزمة. وعاد الجيش للسيطرة على المشهد المصري، كما كان الأمر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وتشتد الأزمة في بلاد النيل، مع تصاعد التوتر والانقسام داخل المجتمع المصري، لكن التدخل العنيف لقوات الأمن لقي مباركة من قبل قطاعات واسعة من الشعب المصري، لما تكنه تلك القطاعات من كره لجماعة الإخوان المسلمين التي لجأت في الواقع إلى الاعتصامات، أي لذات الأساليب الثورية التي اعتمدها الثوار في ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي أطاحت بمبارك ورجاله".
وخلصت الصحيفة إلى القول:
"إن محاولات الجيش للظهور بصورة المنقذ للثورة سيزج البلاد إلى الفوضى؛ كما أنه سيقوي من شوكة الفلول. وفي الوقت الذي يدفع فيه الإخوان المسلمون الثمن دما، يخطب أئمتهم من على المنابر، داعين للشهادة ولتقمص دور الضحيّة. وذلك دفاعا عن "الشرعية". وبالتزامن مع ذلك، يعمل الجيش التوّاق للسلطة إلى تربية عناصر حاقدة ومتشبعة بالكره له".
ومن هذا المنطلق أيضا، اعتبرت صحيفة "تاغسشبيغل" (Tagesspiegel) الصادرة في العاصمة برلين، أن الفلول أكثر المستفيدين من الأزمة:
"من المؤكد أن الإخوان المسلمين أثروا سلبا على الثقافة السياسية في مصر. لكن ما يحدث الآن، هو انهيار شامل لمنطق الحكمة على مستوى المجتمع برمته. طيلة سنتين ونصف، كان الفلول في مصر يتربصون الفرصة للإمساك بالسلطة من جديد. وتنحية مرسي بالقوة أدت إلى اهتزازات شوفينية، قد تدفع البلاد إلى عنف لا يمكن السيطرة عليه".
أما صحيفة "دي فيلت" (Die Welt) الواسعة الانتشار، فرأت أن ما آلت إليه الأمور في أرض الكنانة كان متوقعا، في ظل تعنت الإخوان، مؤكدة أن الرهان اليوم على شباب الإخوان:
"كان من الضروري أن يحدث ذلك، للأسف. لقد اصطدم المعسكران المتعاديان، الجيش وجماعة الإخوان المسلمين. لا يرى الإخوان أي سبيل للحوار بعد أن أطيح برئيسهم المنتخب محمد مرسي. وفي ظل سيطرة الجيش لا يمكن للصراع أن يحسم في ظل الأوضاع الراهنة إلا لصالح الجيش. كان من الأعقل، اللجوء إلى الحوار. وفي ظل "حوار وطني" كان بإمكان الإخوان، ليس فقط تجنب حرب أهلية، وإنما الدفاع عن جزء من مصالحهم أيضا، شريطة القبول بحلول وسطية. فهل الإخوان مستعدون لذلك؟ غالبية العناصر الشابة داخل التنظيم أقل تطرفا من القيادات الحالية. وفي انفتاح هؤلاء تكمن مفاتيح الأزمة".
في المقابل، حذرت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" (Stuttgarter Zeitung) من مستقبل مجهول لمصر، يسيطر فيه العنف على المشهد:
"في الأيام الثلاثة الأخيرة، بدا الوضع وكأن الأطراف عادت إلى التعقل. لكن وبعد أن باءت جميع المبادرات الدولية لاحتواء الأزمة بالفشل، بدأ الخوف من انهيار الوضع هو المسيطر. الحملات الإعلامية المغرضة في القنوات التلفزيونية لم تشهدها مصر من قبل، حتى في سنوات مبارك القاتمة. إن إطاحة الجيش بمرسي ستدفع البلاد إلى دوامة من التعصب الشوفيني، سيلجأ البعض إلى تفريغها في دوامة من العنف غير المتناهي".