صحف ألمانية: الانتخابات الجزائرية تذكر بفترة حكم بريجنيف
١٥ أبريل ٢٠١٤نقرأ في صحيفة زود دويتشه تسايتونغ تعليقاً عن الوضع الحالي للرئيس السوري بشار الأسد وطريقة تعامله مع الأزمة السورية منذ اندلاعها قبل أزيد من ثلاث سنوات. وتقول الصحيفة الألمانية:
"يتوفر بشار الأسد على أعصاب من حديد. على مدار ثلاث سنوات من الحرب الأهلية، لم يتخل الديكتاتور السوري قط عن الحق في السيادة، قاذفاً خصومه دائما بوصف الإرهابيين (...). وحتى بعد هجمات الغازات السامة في 2013 التي قد يكون (الأسد) على الأرجح وراءها، حافظ على برودة أعصابه".
وتابعت زود دويتشه تسايتونغ: "لقد عرف أن تهديدات واشنطن بتوجيه ضربة جوية كانت تهديدات فارغة، وقام بالتوقيع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، مما حسن من وضعه دون أن يفي إلى اليوم بالالتزام بها كلياً. يمكن توقع كل شيء من مثل هؤلاء الحكام من أصحاب الدم البارد".
وأردفت الصحيفة: "تحدثت مزاعم عن استخدام الأسلحة الكيميائية من جديد في سوريا. قد يكون للأسد دافع لذلك. فهو يرى نفسه في موقع قوة، ويعرف أن روسيا وإيران خلفه. لكن الأوضاع قد تتغير. لن يكون الأسد أول ديكتاتور يتخلى عنه حلفاؤه بسبب المساومات السياسية لأنه أصبح عبئا ثقيلا عليهم. لذلك يحتاج الأسد إلى انتصار سريع".
"الانتخابات المهزلة"
وإلى جانب سوريا علقت نفس الصحيفة على الانتخابات الرئاسية الوشيكة في الجزائر، واصفة إياها بالمهزلة، حيث كتبت زود دويتشه تسايتونغ تقول:
"الانتخابات الجزائرية مهزلة، المرشح للفوز فيها هو الرئيس الحالي (عبد العزيز بوتفليقة) الذي يعاني من المرض. بوتفليقة الذي كان متحدثاً مثيرا لم يُلق أي خطاب خلال الحملة الانتخابية (...). سيكون من الأحسن للجزائر، لو انسحب بوتفليقه (من سباق الرئاسة). اكتسب بوتفليقة ما يكفي من المجد: بطل حرب التحرير ضد الفرنسيين، ثلاث مرات رئيساً للجمهورية وصانع المصالحة خلال الحرب الأهلية في التسعينيات. لكن يبدو أن الرجل العجوز لا يقدر أو لا يُسمح له بالانسحاب. فالنظام الذي يقف وراءه لازال في حاجة إليه".
وتضيف الصحيفة في تعليقها: "كل هذا يذكر بالاتحاد السوفيتي خلال فترة بريجنيف (...). لكن في بلد ثلثا سكانه من الشباب دون الثلاثين عاما. (شباب) يتابع يوميا من خلال الإنترنت كيف تمكنت دول قريبة مثل فرنسا في الجمع بين الرخاء والحرية، حيث يمكن لكل مواطن بشكل من الأشكال أن يكون له مستقبل صغير".
وختمت الصحيفة بالقول: "الآن، وقبل إجراء الانتخابات بفترة صغيرة يتم قمع الاحتجاجات المتنامية. وتمول القلة الغنية الحملة الانتخابية للرجل المريض. سيتم انتخاب بوتفليقة إذن، لكن يبقى مفتوحاً إن كان سيشهد بنفسه فشل هذه اللاّسياسة".
"تحذير ينبغي حمله محمل الجد"
ونطالع في صحيفة دي فيلت البرلينية تعليقاً تناولت فيه الخلافات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول قضايا المستوطنات ومفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وكتبت دي فيلت تقول:
"يمكن أن يتولد انطباع بأن إسرائيل تتوفر على كثير من الأصدقاء والحلفاء ما يجعل دعم القوة العظمى لها غير ذي معنى. لكن العكس هو الصحيح. ليس بالضرورة أن يكون المرء رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ليتنبأ بتصاعد دعوات المقاطعة ضد إسرائيل وتكاثر محاولات التهميش وسحب الشرعية".
وترى الصحيفة الألمانية أن "إسرائيل في حاجة إلى حلفاء كالولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة مثل هذه المساعي. ففي عام 2011 استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد قرار أممي اعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية. خطوة لم تكن تتماشى مع رغبة أوباما الذي حذر حديثاً في إحدى المقابلات قائلا: إذا استمرت إسرائيل في سياستها الاستيطانية، فإن ذلك قد يحد من إمكانياتنا في تدبير التداعيات الدولية". واختتمت الصحيفة قائلة: "هذا تحذير ينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تأخذه على محمل الجد".
هل تفشل باقي صفقات السلاح مع السعودية؟
وفي صحيفة فرانكفورته ألغماينه تسايتونغ ورد تعليق تناول فشل صفقة تسلح كانت تطمح السعودية في إبرامها لشراء ما يصل إلى 800 دبابة قتال ألمانية. وكانت تقارير صحفية قد ذكرت أن زيغمار غابريل نائب المستشارة ووزير الاقتصاد والطاقة أعرب داخل أروقة وزارته عن رفضه لتوريد هذه الدبابات إلى السسعودية.
"للمرة الثانية يقف وزير الاقتصاد الاتحادي المنتمي للحزب الاجتماعي الديمقراطي زيغمار غابرييل بكل قوة مدعوما بمقاومة شعبية ضد الصادرات العسكرية الألمانية. لكن صفقة بيع دبابات ليوبارد 2 للسعودية التي رفضها غابرييل، تم إعلانها كصفقة فاشلة منذ العام الماضي في ظل الحكومة الاتحادية السابقة (...)".
وتابعت الصحيفة "سيكون من المثير للاهتمام متابعة قرارات غابرييل بخصوص باقي رغبات الحكومة السعودية. الدولة الخليجية التي ورد ذكرها حديثا في تقرير صادرات الأسلحة الألمانية لطلبها أنظمة مراقبة الحدود في صفقة بمليارات الدولارات، تريد شراء زوارق دورية من صنع ألماني بمليار ونصف المليار يورو. ومن المفروض أن يكون قد تمت الموافقة على الطلب الأوّلي".