صحف ألمانية: احتجاجات هولندا إنذار لنفاذ صبر المجتمع!
٢٧ يناير ٢٠٢١دخلت الاحتجاجات العنيفة في هولندا يومها الثالث، وإضافة إلى إحراق السيارات وسرقة المحلات، طالت أعمال الشغب المستشفيات أيضاً. عدد من الصحف ووسائل الإعلام الألمانية اهتمت بهذه الاحتجاجات، التي رأى البعض فيها "إنذاراً" للبلدان الأخرى ومنها ألمانيا في ظل الإغلاق والوضع الراهن:
موقع "تاغس شاو" الألماني، انتقد في تعليقه "تراخي السلطات" الهولندية في أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة خلال موجة الاحتجاجات وأعمال الشغب، إذ جاء في تعليق الموقع:
"بينما تم استخدام خراطيم المياه في روتردام لتفريق الجماهيرالغاضبة، كان هذا المشهد غائباً في مدينة هيرتوجينبوش، كما انتقدت مونيكه دي كلاين، المتحدثة باسم اتحاد التجزئة المحلية: لماذا سُمح للحشود بالوصول إلى وسط المدينة؟ هذا بث الخوف في نفوسنا جميعاً. أين كانت قوات الأمن وخراطيم المياه؟ لدي شعور أنه لم يتم اتخاذ الاحتياطات الكافية، ولو كانت قد اتخذت، فإن ذلك بعد فوات الأوان".
من جهتها أشارت صحيفة "يونغه فيلت" الألمانية في تقريرها عن الاحتجاجات إلى "استغلال اليمين المتطرف للاحتجاجات":
في البرنامج الحواري "Op1" مساء الأحد قال قائد شرطة أمستردام فرانك باو إن "بعض الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع ينتمون إلى جماعات سياسية معروفة، بعض من مثيري الشغب من مشجعي كرة القدم، لكن من بينهم أيضاً أشخاص عاديون غاضبون". وبحسب صحيفة تراو اليومية، اكتشفت جماعة المراقبة المناهضة للفاشية "كافكا" تواجد عدد من المحرضين اليمينيين ضمن الاحتجاجات، مثل بن فان دير كوي الذي يمجد أدولف هتلر والإرهابي اليميني النرويجي اندرس بيرينغ بريفيك. كما كان أعضاء من جماعات يمينية متطرفة مثل "Voorpost" و "Double Dutch Frontline" حاضرين في الاحتجاجات".
صحيفة "هامبورغر أبندبلات" تناولت أيضاً نظرة اليمين المتطرف للاحتجاجات في هولندا، فكتبت في تعليقها:
"الوضع مشوش ومربك: بالطبع حظر التجول في هولندا الليبرالية العريقة يزعج الناس، وهو أقسى تقييد للحرية منذ الحرب العالمية الثانية. الشباب الذين لا يشعرون بالخوف من كورونا ولكنهم محبطون جداً من الحياة في ظل الوباء، قد يكونون قابلين للاشتعال بسهولة. غير أن العامل الحاسم هو أن الجماعات المعارضة تتجمع هناك - فالهجمات على ضباط الشرطة والصحفيين وحتى المستشفيات تبدو أشبه بهيجان جماعي أكثر منه تمرداً. وينظر المتطرفون اليمينيون واليساريون لأزمة الدولة هذه بارتياح"・.
أما صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" فرأت أن احتجاجات البلد المجاور هي مثابة "إنذار" لألمانيا:
"لقد مرت عدة متتالية على أحداث الشغب في هولندا. الشباب على وجه الخصوص محبطون لأنهم يريدون الخروج ولم يتمكنوا من القيام بذلك منذ شهور. يقترن عدم الرضا العام عن الحياة بالرغبة في التمرد. وكيف الحال في هذا البلد (ألمانيا)؟ كثير من المواطنين قلقون ومتوترون. هناك أشخاص لم يعودوا مقتنعين بجدوى استراتيجية الحكومة في مكافحة كورونا. أعمال الشغب في البلد المجاور هي إنذار على أن قدرة تحمل المجتمع لا تستمر إلى أجل غير مسمى. هذا ما يظهر أهمية النقاش حول موعد تخفيف الإغلاق".
م.س / إ.م