صحف ألمانية: أزمة القرم بداية النهاية لعصر بوتين؟
١١ مارس ٢٠١٤علقت صحيفة راينشي بوست Rheinische Postعلى المساواة النظرية بين المرأة والرجل واختلاف الأمر على أرض الواقع في ألمانيا فكتبت:
"المرأة تتقاضى أجرا أقل من الرجل بنسبة 22 بالمائة. وبالمقارنة، يجد المرء أن وضع المرأة في ألمانيا الحديثة أسوأ منه في دول جنوب أوروبا. لكن المرأة ليست بريئة من ذلك تماما، فهي تصعب على نفسها المطالبة بزيادة أجرها، وتختار مهنا منخفضة الأجر. لكن هناك في العمل أيضا بعض الأشرار، فكثيرون يمنعون ارتقاء المرأة في الوظيفة، حين تضطر إلى العمل بدوام جزئي بسبب تربيتها للأطفال. لكن يبدو أن الزمن يسير لصالح المرأة الآن في ألمانيا بسبب الحاجة للقوى العاملة المتخصصة، فالشركات لا تستطيع الاستغناء عن الطاقات النسائية وعدم الاستفادة منها".
أما صحيفة نورد فيست تسايتونغ Nordwest-Zeitungفتناولت موضوع المساواة بين الرجل والمرأة من زاوية أخرى، إذ أنها تتقلد أعلى المناصب في عالم السياسة والمال والأعمال في العالم، وجاء في تعليق الصحيفة أن المرأة تتقلد منصب:
"مستشارة ألمانيا، وهي أعلى مسؤولة مالية في الولايات المتحدة الأمريكية، ورئيسة صندوق النقد الدولي، وتشارك في مجلس إدارة شركة جنرال موتورز. ولن نتحدث عن حصولنا على حقيبة وزارة الدفاع في الحكومة الألمانية بشكل سلمي. إذن، أليس يوم المرأة العالمي ضفيرة قديمة كان ينبغي على النساء قصها منذ فترة طويلة وتركها نهما للعث في الصندوق؟ الإجابة وبكل وضوح لا، إنه وبلا شك قد حققت المرأة الكثير، لكن اليوم العالمي للمرأة يذكر بأن هناك الكثير الذي يجب تغييره ايضا".
تريد السعودية بناء معامل لا يسمح لغير النساء بدخولها، وهو ما استرعى انتباه صحيفة فيستفالن بلات Westfalen-Blattالتي كتبت معلقة على الفكرة:
"من يمكن أن تخطر على باله مثل هذه الفكرة؟ المرأة مظلومة في كل مكان، لكن في السعودية بشكل كبير جدا، فالمعاملات القانونية لا يمكن للمرأة السعودية القيام بها بدون موافقة ولي أمرها، سواء أكان والدها أو أخوها أو زوجها. والطالبات يتابعن محاضرات المدرسين الرجال عبر الشاشة لكي لا يختلطن بأستاذهن - الرجل، وتمنع المرأة من قيادة السيارة. هذا النظام غير العادل، يصدره الوهابيون وبكثير من المال إلى جنوب وجنوب شرق آسيا" وتنهي الصحيفة تعليقها بالتساؤل: "كيف يمكن للغرب برغم كل ذلك أن يتودد للسعودية ويسلمها أسلحة من الدرجة الأولى؟"
الأزمة الأوكرانية وتطوراتها المتسارعة كانت محط اهتمام تعليقات الصحف الألمانية أيضا، إذ تناولت صحيفة نويه فستفليشة Neue Westflischeالموقف الأمريكي والأوروبي من الأزمة ومدى فاعلية وتأثير ذلك على موقف بوتين وسياسته تجاه الأزمة، إذ جاء في تعليقها:
"إن مواقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة غير مجدية. الصحيح هو انتهاج سياسة واقعية، كما اقترح وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر، الذي يفشل خليفته في التحدي الحالي الذي يواجهه الآن ونعني به جون كيري. فمقاطعة المحادثات أو القمم مع بوتين، لن تقود إلى شيء، وفي كل الأحوال لن تقود إلى نجاح السياسة الخارجية الألمانية أو الأوروبية أو الأمريكية. لقد حان الوقت ليعود الساسة إلى رشدهم".
أما صحيفة فرانكفورتر روندشاو Frankfurter Rundschauفرأت في الأزمة الأوكرانية وتعامل بوتين معها بداية نهايته، فكتبت تقول:
"ستحقق روسيا هدفها في القرم، لكن موسكو ستخسر على المديين المتوسط والطويل. ومن المحتمل جدا، أن يصف المؤرخون يوما ما أزمة القرم ببداية النهاية لعصر بوتين. فبخطواتها المتسارعة في القرم ستدفع روسيا ثمن ذلك، خسارتها لباقي أجزاء أوكرانيا التي سترتبط بالغرب اليوم قبل الغد. فالمخططون الإستراتيجيون في بروكسل وواشنطن يخرجون من الدروج خططهم القديمة لانضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي. وهذه الخطط كانت قد طرحت عام 2004 إبان الثورة البرتقالية، وسيد الكرملين يتصرف اليوم أيضا بنفس الطريقة كما تصرف آنذاك، حيث أراد قبل عشر سنوات منع تقدم الحلف الغربي العسكري (الناتو) نحو الشرق".