صباحي لـ DW: معظم شباب مصر إلى جانبنا
١٣ مايو ٢٠١٤بدأ حمدين صباحي جولته في الصباج الباكر واستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل زار خلالها معامل نسيج في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة التي ينحدر منها صباحي نفسه، ألقى خلال زياراته ولقاءاته بالعمال وأهالي المنطقة كلمات تناول فيها الحديث عن برنامجه الانتخابي، وفريق DW عربية رافقه في هذه الجولة وأجرى معه الحوار التالي:
دويتشه فيله: سيد حمدين صباحي، برنامجكم الانتخابي سيكون حافلا خلال الأيام المقبلة، هل تشعرون بالتعب؟
حمدين صباحي: لا، نتمنى العون من الله. برنامجنا سيكون متعبا فعلا بعد نجاحنا في الانتخابات، حينها سيبدأ التعب الحقيقي.
ما هي حظوظ نجاحكم في الانتخابات الرئاسية؟
لدينا ثقة في الله وفي الشعب، اننا سننتصر في هذه المعركة. معظم شباب مصر يقفون إلى جانبنا وهم يمثلون ثلثي السكان. الفئات التي تطالب بالعدالة الاجتماعية كالعمال والفلاحين والطبقة الوسطى تعرف أننا نعبر عن مطلبها الجوهري هذا. في الانتخابات الماضية حصلنا على خمسة ملايين صوت. وهو ما يجعلنا واثقين أننا سندخل هذه الانتخابات من أجل الفوز.
مصر تعاني حاليا من مشاكل كثيرة خاصة الاقتصادية منها أو تلك التي تتعلق بالسلم الاجتماعي. كيف تتوقع تخطي ذلك إذا أصبحت رئيسا؟
مشاكل مصر تتلخص في التخلف وبالذات في الفقر. كما أن هناك غيابا لنظام ديموقراطي وتبعية في القرار الوطني، وأضيف إلى ذلك حالة الإرهاب التي نعيشها الآن. برنامجنا يطمح إلى استئصال الإرهاب بمواجهة واسعة لا تقتصر على الأمن فقط وإنما تمتد إلى خطاب ديني مستنير وتحقيق عدالة انتقالية جادة لتحقيق نظام ديموقراطي يسمح بحرية التعبير. فضلا عن تخفيف الفقر وهو المبنع الأهم للإرهاب. مشروعنا هذا يتجه لإنجاز ثلاثة أهداف كبرى متكاملة وهي العدالة الاجتماعية، التي لن تتم إلا من خلال تنمية واسعة. لدينا مشروع جاد لإعادة استنهاض القطاع العام من أجل فتح ملايين الفرص في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر للشباب والشابات في مصر بقروض تدعمها الدولة. كما نريد التركيز على منطقة الصعيد تحديدا. وبيئة تجذب الاستثمار العربي والأجنبي للاسهام في مشروعات أهمها مشروع طموح للطاقة الشمسية نأمل أن يتم بشراكة مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا خصوصا.
تفعيل باب الحريات في الدستور
كيف يمكن تحقيق هذا الأهداف في ظل الأزمة الحالية؟
أعتقد أن هذا الأداء الاقتصادي بالإضافة إلى عدالة حقيقية في التوزيع يحتاجان إلى إرادة حقيقة سياسية وتشريعات من أجل رعاية الطبقات الأفقر في مصر وتحقيق العدالة الاجتماعية. أما مشروعنا الديموقراطي فهو إقامة دولة القانون بتطبيق مبادئ الدستور المصري وهو يشمل باباً بالغ الرقي حول الحريات العامة نرغب في تفعيله. سوف نبادر بإنشاء مبادرة مصرية لتكافؤ الفرص ومكافحة التمييز، تملك وسائل قانونية لتحريم وتجريم التمييز بكل أشكاله، سواء الجنسي أو الديني أو الجهوي أو حتى التمييز على أساس الانتماء السياسي. كما سنفعّل مبادرة نعد لتأسيسها، وهي مبادرة من أجل الشفافية ومكافحة الفساد، هدفها أن تكون أداة في حرب ضرورية ضد الفساد في أجهزة الدولة. كما نطمح إلى صياغة إدارة حديثة كفؤة شفافة وقابلة للمحاسبة وتعتمد على العناصر الشابة. لأن هذا هو المدخل للتنمية، وهو تحديث وتطوير الإدارة في مصر في كل أجهزتها ووزاراتها.
لكن ما الذي قد يحصل في حال فوزكم ولم تتعاون معكم الأجهزة الموجودة حاليا، أي في حال حدوث صراع بين الرئيس وأجهزة الدولة؟
ليس من الوارد أن يحدث صراع مع الرئيس. فبحكم المواريث المصرية تعطي أجهزة الدولة ولاءها للرئيس. المهم أن يكون الرئيس مؤمنا بدولة وطنية وبأهمية تحديثها، وأعتقد أن هذه الشروط متوفرة لدي. كل مشاريعنا لإصلاح الدولة المصرية ستكون مرتبطة بحوار يشارك فيه العاملون في هذه الأجهزة. نحن نثق بأن أجهزة الدولة في مصر تتضمن شرفاء قادرين على إدارتها. كما أن حجم الفساد فيها يمكن أن نواجهه بالمجتمع وبقوى شريفة من داخل هذه الأجهزة نفسها.
كيف يتصور حمدين صباحي العلاقات مع أوروبا في حال انتخابه رئيسا لمصر؟
نحن حريصون على علاقات وطيدة مع أوربا. نحن جيران لا يفصلنا سوى البحر الأبيض المتوسط، كما تجمعنا مشتركات عديدة. مصر وبحكم موقعها لابد أن تكون فاعلة ومتفاعلة مع العالم وقيمه وفي نفس الوقت لابد أن تكون جزء رئيسيا في منظومة حقوق الإنسان في العالم ويجب أن تحمي مصالحها. أعتقد أن السياسة الخارجية المصرية يجب أن متعددة والعلاقات الخارجية متنوعة ما بين القوى والأقطاب البازغة في العالم. سنحفظ علاقات خالية من التبعية تتميز بالودية والندية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية التي أحتفظ شخصيا بإعجاب خاص بقدرتها على إنجاز مهمة التنمية في إطار ديموقراطي. كما من المؤكد أن تكون لعلاقاتنا مع أوربا موقعا مهم للغاية بالنسبة إلينا. ففي مشروع الطاقة الشمسية الذي أشرت إليه نعتمد فيه على شراكة مع أوروبا. كما أن هناك الكثير من المشاريع المتعلقة بتدريب وتأهيل الأيدي العاملة المصرية، ستنجز بمشاركة أوروبية وذلك من أجل تمكين هذه العمالة من الالتحاق بسوق العمل في مصر أو لأن تكون طرفا في سوق العمل الأوربية عند الحاجة.