شيوخ السعودية بين صامت ومؤيد لعقاب قطر.. فأين الرافضون؟
١٦ يونيو ٢٠١٧في أعقاب تصاعد الأزمة السياسية بين قطر وجيرانها وتحديداً المملكة العربية السعودية، شن عدد من مشاهير رجال الدين والشيوخ السعوديين هجوماً حاداً على قطر، مؤيدين المسار السياسي لبلادهم وداعمين موقفهم بآراء دينية.
في المقابل، لم تظهر أصوات دينية سعودية معارضة لنهج المملكة السياسي، على الرغم مما يتمتع به رجال الدين في السعودية من ثقل كبير داخل المجتمع واحترام شديد لآرائهم، وهو ما عزاه البعض إلى تلقي المخالفين تهديدات مبطنة إن هم تحدثوا عن رفضهم علانية للقرار السياسي:
كان على رأس الفريق المؤيد لقرارات السعودية تجاه قطر مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والذي قال: "من اعتقد أن إجراءات المملكة تؤذي الشعب القطري فهو مخطئ.. السعودية بلد إسلامي مستقيم، وممولة للخير أينما وجد، والقرارات الأخيرة التي اتخذتها المملكة وعدد من الدول ضد قطر أمور إجرائية، فيها مصلحة للمسلمين ومنفعة لمستقبل القطريين أنفسهم، وهذه القرارات مبنية على الحكمة والبصيرة وفيها فائدة للجميع".
أيضاً كان من المؤيدين للقرارات بحق قطر الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، والذي دعا خلال صلاة التراويح بدعاء فسره البعض على أنه دعاء على قطر دون ذكرها بالاسم حين قال: "اللهم اكفنا شرور الإرهابيين ومن دعمهم ومولهم"، فيما قال آخرون إن الدعاء كان عاماً ومطلقاً ولا علاقة له بالأزمة السياسية الحالية.
كذلك جاء موقف الشيخ عائض القرني الذي نشر مع تغريدته صورة للملك سلمان بن عبد العزيز مع ولي العهد وولي ولي العهد داعياً للملك وللمملكة:
وأيضاً الشيخ عادل الكلباني، إمام وخطيب جامع الملك خالد بالرياض، سابقاً والذي دعا للملك بالنصر على أعداء الوطن:
كما أعاد الحساب الرسمي لرابطة العالم الإسلامي - ومقرها مكة المكرمة - تغريدة لخبر نشره حساب وكالة الانباء السعودية عن موافقة الرابطة على قطع العلاقات مع قطر:
لكن بعض الشيوخ ورجال الدين السعوديين رفضوا إبداء رأيهم في الأمر بشكل صريح وغردوا بكلمات عامة ومنهم الشيخ محمد العريفي، إذ كتب:
وعندما كرر مغردون سؤال للشيخ العريفي بشأن مشروعية القرار الذي اتخذته المملكة ودول عربية أخرى تجاه قطر امتنع عن الرد:
توجيهات خوف من العقاب للرافضين
وفي حوار مع DW عربية قال المعارض السعودي المقيم في لندن علي الدبيسي إن "الحكومة السعودية لجأت في السنوات الأخيرة وبسبب انحسار التأييد لمواقفها داخلياً وخارجياً (لجأت) إلى سياسة إجبار المجتمع عموماً وقواه المختلفة خصوصاً من ليبراليين وسلفيين ومثقفين، على تأييد أي موقف تصدره". وأضاف أن الأمر الآن "لم يعد يقتصر على محاسبة من يتخذ موقف مغاير أو مختلف لتوجهات الدولة وإنما لمن يصمت ابتداء".
وأضاف الدبيسي أن أجهزة الأمن السعودية ترصد اليوم من يصمت من الشيوخ عن مسالة الأزمة مع قطر، "وبالتالي كل هذا التأييد الذي نراه من أغلب الشيوخ في المملكة له خلفيات قمعية ومن يصمت أو لا يؤيد تتم محاسبته"، مشيراً إلى أن بعض هؤلاء الشيوخ يحاول الإدلاء بكلمات فضفاضة لا تحسب عليه ولكن حتي هؤلاء يواجهون ضغوطاً متزايدة لإعلان موقف مؤيد وصريح لسياسات المملكة حيال الأزمة مع قطر، "حيث أن الدولة لا تقبل بغير دور الراعي للقطيع الذي يسمع ويطيع دون خلاف".
لا توجيهات والآراء متنوعة ومعلنة
من جانبه قال خالد الدخيل الأكاديمي السعودي والكاتب السياسي إنه لا يوجد أي توجيه من جانب الدولة السعودية للشيوخ أو غيرهم للإعلان عن موقف مؤيد من القرارات المتخذة تجاه قطر، وأضاف أن دليل ذلك وجود طرف أعلن عن صمته وابتعاده عن الأمر، ووجود طرف آخر أعلن عن رفضه عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتس آب.
وتابع الدخيل أن هناك حوارات عميقة ومستمرة بين العديد من الخليجيين على مجموعات الواتس آب تتضمن العديد من الآراء والأفكار المختلفة منها المؤيد ومنها المعارض. وقال الدخيل إن الرافضين لقرارات الدولة السعودية ينقسمون إلى فئتين الأولى رافضة للأمر برمته وهم أقلية صغيرة جداً، والفئة الثانية وهي المتفقين مع الموقف السعودي بوجه عام، لكنهم يعترضون على طريقة الأداء لكنهم يبقون إلى جانب موقف الدولة السعودية.
ع.أل