شيروان حاجي - لم يكن لاجئا بل عاش الهروب !
٣١ مارس ٢٠١٧"منذ وصولي إلى فنلندا "غسلت يدي من مهنة التمثيل " هكذا أجاب شيروان حاجي عندما سؤل عن بداية مشواره في عالم التمثيل في أوروبا، فالممثل السوري هو بطل فيلم "الجانب الآخرمن الأمل"، وهو الفيلم الذي حاز على جائزة أفضل إخراج في مهرجان برلين السينمائي، كما حصل الممثل السوري على جائزة أفضل ممثل في مهرجان دبلن السينمائي.
يعرف شيروان تماما أن العمل في مجال التمثيل في أوروبا كان مستحيلا، فكيف يمكن لشاب سوري، أن يدخل هذا العالم في بلد لا يجيد لغتها ولا يعرف أي أحد من المجال الفني فيها. لكن ولع شيروان بالعمل السينمائي دفعه إلى إكمال دراسته في مجال الإخراج السينمائي، وحصل في عام 2016 على شهادة الماجستر في الإخراج والإنتاج السينمائي والتلفزيوني من مدرسة كامبريدج البريطانية للفنون.
"في المكان الصحيح في الوقت المناسب"
وفي حواره الخاص مع برنماج ضيف وحكاية في قناة دويتشه فيله أكد شيروان حاجي أنه لم يتوقع أن يكون يوما ما بطلا رئيسيا في فيلم لعملاق السينما الفنلندية أكي كاوريسمكي. لكن وكما يقول المثل: "رب صدفة خير من ألف ميعاد". فعبر "Mailinglist" قائمة بريدية عامة حصل حاجي على رسالة الكترونية مفادها أن "شركة فنلندية تبحث عن ممثل من الشرق الأوسط والأفضل أن يكون سوري الأصل ويجيد اللغة العربية والانكليزية". رغم انشغاله بدراسته آنذاك، لكن حاجي استجاب لهذه الدعوة:" أردت أن أعرف عن نفسي ووجدت أن هذا الطريق الوحيد لأتمكن من تكوين علاقات في عالم الفن والتمثيل واعتقدت أن الدور المطلوب ليس أكثر من مهاجر صغير يقوم ببيع البيتزا في خلفية مشهد ما".
وهنا حدثت المفأجآة، فبعد أربعة أسابيع، تلقى الممثل السوري دعوة من مدير شركة إنتاج وتوزيع فنلندية. ونجح شيروان في إثبات موهبته في التمثيل في جميع الاختبارات التي أجريت له من قبل مدير الشركة، ليتم إبلاغه بأن المخرج أكي كاوريسمكي يرغب في مقابلته :"في البداية لم أصدق وأصبت بصدمة جعلتني غير قادر على النطق لمدة ربع ساعة، كان الخبر بالنسبة لي مزيج من السعادة الرعب".
"الحب وإلغاء الكراهية يغير العالم بأكمله"
في عام 2008 تخرج شيروان حاجي من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. ووصل الممثل السوري إلى فلندا عام 2009، آنذاك كان حاجي يرغب بجمع خبرات جديدة، يقوم بنقلها إلى بلده الأم سوريا، لكن يبدو أن الرياح جرت عكس ما اشتهى شيروان. فالحرب في سوريا جعلته غير قادر على العودة وعن ذلك يقول: "للأسف اتخذت الحرب في سوريا مجرى دموي وأنا لا أنتمي لأي مكان فيه حرب".
هاجر شيروان إلى فلندا قبل بداية الحرب، ما جعله يشعر بأنه بعيد عن الأحداث التي تجري في سوريا. لكن التجربة التي عاشها في فيلمه "الجانب الآخرمن الأمل"، جعلته يشعر بمعاناة اللاجئ السوري، إذ قام الممثل السوري بتقمص شخصية الشاب خالد السوري، وهي شخصية تجمع أطرافا مختلفة من المجتمع السوري. اضطر خالد هو وأخته لمغادرة مدينته حلب، بعد أن تسبب قصف منزلهما بوفاة جميع أفراد العائلة. أثناء رحلة الهروب الشاقة يفقد الشاب خالد أخته ويلتقي بمجموعة شباب نازيين حاولوا قتله.
لا للاستسلام...
هرب خالد منهم واستنجد بسفينة تنقل الفحم متجهة إلى فنلندا وهناك التقى برجل أعمال فنلندي يحاول الهروب من واقعه أيضا، حسبما يروي شيروان مضيفا بالقول "أهمية هذا الفيلم لي تكمن في كيفية بناء علاقات إنسانية بين أشخاص من ثقافات مختلفة وأن الحب وإلغاء الكراهية يمكن أن يغير العالم بأكمله". وعن تجربته في التعامل مع المخرج أكي كاوريسمكي يقول حاجي "كنت أتعجب من المخرج، فأنا كنت أتكلم بالعربية في أغلب المشاهد، وهو لا يعرف ماذا أقول، وعندما سألته لماذا تتركني أن أتصرف بدون أي تعليمات فأجابني: عندما ترى أن الماكينة تعمل فاتركها تتابع عملها ولا تحاول التدخل في عملها، إلا إذا توقفت عن العمل".
شارك شيروان في أدوار مختلفة في المسلسلات السورية مثل "زهرة النجرس" وقام بأداء دور شخصية علاء في مسلسل "مرسوم عائلة" فضلا عن مشاركته في عدة أفلام قصيرة. وهو حاز مؤخرا على جائزة أفضل ممثل في مهرجان دبلن السينمائي. ويرى حاجي أن العمل الجاد وعدم الاستسلام من أهم مفاتيح النجاح على الإطلاق.
دالين صلاحية
© مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة
مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى
المصدر: مهاجر نيوز 2017