شتاينماير يدعو لمواجهة "النزعة القومية العدوانية"
١٩ نوفمبر ٢٠١٨حذر الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير من ظهور نزعة قومية عدوانية، ودعا للتعاون العالمي في مواجهتها خلال زيارته اليوم الاثنين (19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) لجنوب أفريقيا. وقال شتاينماير في كلمة ألقاها بمتحف التمييز العنصري بمدينة جوهانسبرغ: "إننا بحاجة لشركاء في العالم. فدون التعاون متعدد الأطراف لا يمكننا حل المهام العالمية الكبرى".
ودون ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو رؤساء آخرين بشكل مباشر، قال شتاينماير: "لن يصبح العالم أكثر سلمية من خلال أن يكون /الجميع ضد الجميع/، وإنما من خلال زيادة التعاون. للأسف لم يعد يرى الجميع ذلك اليوم إلى حد بعيد".
وأشاد الرئيس الألماني بجنوب أفريقيا بصفتها شريكا اقتصاديا مهما وصديقا للديمقراطية، وقال إنها دولة تمر بمرحلة انتقالية، ولهذا السبب تقدم "فرصا نود نحن من الجانب الألماني الاستفادة منها". وأشار اليوم إلى نهاية نظام حكم التمييز العنصري في جنوب أفريقيا في عام 1990 وكذلك إلى إعادة توحيد ألمانيا في العام ذاته.
وقال شتاينماير في هذا السياق إن المسؤولية عن الحرب وارتكاب الجرائم تعرف نهاية، وأضاف أن ألمانيا تعتزم لهذا السبب أن تكون شريكا عالميا للدفاع عن حقوق الإنسان وتؤيد نظام سلام يعتمد على قواعد وتكون "في مواجهة غول النزعة القومية العدوانية التي تظهر مخالبها مجددا في بعض الأماكن".
وأضاف الرئيس الألماني أن جنوب أفريقيا وألمانيا لديهما مبدأ مشترك وهو أن الديمقراطية ليست شيئا بديهيا ولا تنته أبدا ولا تكون أبدا مثالية، وقال: "الديمقراطية تتطلب حلولا توافقية، تكون أحيانا موجعة، موجعة
للغاية"، وشدد على ضرورة أن تقر ألمانيا بأنه لم يتم تجاوز العنصرية ومعاداة السامية والعداء تجاه الأجانب.
يذكر أن الرئيس الألماني وصل صباح اليوم إلى مدينة جوهانسبرغ في زيارة تستمر ثلاثة أيام لجنوب أفريقيا، ويعتزم التوجه مساء اليوم إلى مدينة كيب تاون. ويرافق الرئيس الألماني في جولته وفد اقتصادي رفيع المستوى. وأجرى شتاينماير مباحثات في جوهانسبرغ مع مسؤولين اقتصاديين وممثلي المجتمع
المدني.
وأشاد الرئيس الألماني بالمناضل في سبيل الحرية نيلسون مانديلا وانتقد السياسة الألمانية تجاه الفصل بين السود والبيض في جنوب أفريقيا في الماضي.
أ.ح/ي.ب (د ب أ)