شتاينماير: مبدأ دولتين لشعبين فرصة لا يمكن للمنطقة أن تضيّعها
٧ يوليو ٢٠٠٩وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى العاصمة السورية دمشق صباح اليوم الثلاثاء (7يوليو/تموز) في إطار جولته الشرق أوسطية التي بدأها في إسرائيل يوم أمس. ومن المُقرّر أن يجري شتاينماير محادثات مع الرئيس السّوري بشّار الأسد حول الدّور الذي يمكن لدمشق أن تلعبه في عملية السّلام بمنطقة الشرق الأوسط. وفي إطار تكثيف الجهود الأوروبية وتفعيل الحراك الدبلوماسي الألماني أجرى شتاينماير أمس الاثنين محادثات جمعته بعدد من كبار المسؤوليين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، بالإضافة إلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. أمّا على الجانب الفلسطيني فقد التقى شتاينماير بكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.
بيريز: قبول نتانياهو المشروط بإقامة دولة فلسطينية يعكس رغبته في السّلام
وخلال المرحلة الأولى من جولته في الشّرق الأوسط شدّد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير على أن رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الضفّة الغربية المحتلة سيؤثر سلبا على إحياء عمليّة السّلام المتعثّرة في الشرق الأوسط. وقال الوزير الألماني عقب اجتماعه مع نتانياهو: "الجميع يعرف أنّه بدون وقف عملية البناء في المستوطنات لا يمكن إحراز تقدّم حاسم في عمليّة السّلام". كما أكّد أن المبادرة الأمريكية القائمة على أساس "مبدأ دولتين لشعبين يمثّل فرصة فريدة لا يمكن للمنطقة أن تضيّعها"، معتبرا دعوة الرّئيس الأمريكي باراك أوباما لفتح باب الحوار مع دول مجاورة مثل سوريا بأنّها أدخلت الحراك على المُبادرات والجهود الدولية لإحياء عملية السّلام في الشرق الأوسط.
وعلى الرّغم من أن شتاينماير قد أقرّ بأن ملف المستوطنات يشكّل "الجزء الصّعب" من المباحثات مع الإسرائيليين، إلاّ أنّه أكّد على أنّه من غير الممكن تفادي بحث موضوع الاستيطان. وجدّد الوزير الألماني المطالب بالوقف الفوري لبناء المستوطنات خلال لقائه بوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي أشار إلى أنّ هناك "توافق كبير في الآراء رغم وجود نقاط خلاف". أما الرئيس الإسرائيلي بيريز فشدد خلال لقائه مع شتاينماير، على أن قبول رئيس الحكومة نتانياهو المشروط بإقامة دولة فلسطينية للمرّة الأولى يعكس "رغبته في السّلام واستعداده لبدء مفاوضات مع الفلسطينيين".
شتاينماير يحذر من إضعاف مواقف الدول العربية التي تدعم السلام
بيد أن نتانياهو لا يزال متمسّكا برفضه وقف أعمال البناء في المستوطنات، مبرّرا ذلك بأن الحكومة الإسرائيلية لا يمكنها تجميد "النموّ الديموغرافي الطبيعي" لنحو 300 ألف مستوطن إسرائيلي. لكن الوزير الألماني حذّر من أن دولا عربية تتبنّى مواقف بناءة من مسيرة السّلام مثل الأردن ومصر والسّعودية والإمارات، يمكن أن تتخلّى عن هذه المواقف إذا واصلت إسرائيل إقامة المستوطنات. ولفت الوزير إلى استعداد الاتحاد الأوروبي بشكل عام وألمانيا بشكل خاص لدعم عمليّة السّلام ودعم جهود واشنطن في هذا الشّأن. على صعيد آخر نقلت وكالة الأنباء الفرنسية فرنس بريس تصريحات لكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال فيها عقب لقائه بالوزير الألماني: "إن شتاينماير أكّد على ثبات موقف الاتحاد الأوروبي من وجوب تنفيذ كافة الأطراف لالتزاماتها، وخاصّة وقف النشاطات الاستيطانية بما في ذلك ما يسمى بالنموّ الطبيعي". وقال المسؤول الفلسطيني إنّه تعهّد لشتاينماير "بأنّ يتحمل الجانب الفلسطيني كافة مسؤولياته وينفذ التزاماته". هذا، ومن المقرّر أن ينتقل شتاينماير بعد جولة في إسرائيل وسوريا، في وقت لاحق اليوم إلى العاصمة اللّبنانية بيروت.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
تحرير: ابراهيم محمد