شتاينماير: علينا العمل على حل أزمات الدول المصدرة للاجئين
٢٨ أغسطس ٢٠١٥DW: ألمانيا تستقبل العديد من اللاجئين القادمين من سوريا عبر دول البلقان، لكن هناك أيضا مهاجرون ومقدمو طلبات اللجوء في ألمانيا هم أنفسهم من دول البلقان. فما الذي على هذه الدول فعله لكي تمنع مواطنيها من مغادرة البلاد؟
وزير الخارجية الألماني: أعتقد أن علينا أن نقوم بأمرين، أولا أن نحدد كيف يمكننا أن نتعامل مع دول البلقان، وهي دول في طريقها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وحسب قناعتي لا يمكن لهذه الدول أن تكون مصدرة لأناس يقدمون اللجوء في ألمانيا. ولهذا علينا أن نتفق في ألمانيا على أن بلدان البلقان الغربية بما فيها كوسوفو وألبانيا، بلدان آمنة، يمكن ترحيل مقدمي طلبات اللجوء الذين رُفضت طلباتهم إليها أو إخبارهم قبل مغادرة بلدانهم أن لا أمل لهم في قبول طلبات اللجوء بألمانيا.
في المقابل، قمت هنا في فيينا بتذكير دول البلقان الغربية بأنها صادقت على العديد من القوانين الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وبالتالي فهي مجبرة على الالتزام بنصوص تلك القوانين، والرعاية الإنسانية للاجئين هي واجب. لكن علينا أيضا أن لا نترك هذه البلدان وحيدة، ولهذا السبب قررنا في الأيام القليلة الماضية على مستوٍ ثنائي دعم اليونان بنحو 1,2 مليون يورو. كذلك الشأن بالنسبة لمقدونيا وصربيا، ويقضي قرار أمس بتقديم مليون يورو لمساعدة البلدين. وأتمنى أن تقوم دول أخرى بالشيء ذاته. والاتحاد الأوروبي وافق على قرارات مماثلة.
الآن هناك لاجئون قادمون من دول تشهد حروبا، دخلوا إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان ومنها إلى مقدونيا وصربيا. كيف يمكن للاتحاد الأوروبي منع ذلك؟
نحن نجري مشاورات مكثفة مع اليونان. وتؤكد اليونان أنها ليست الحلقة الأولى من السلسلة وإنما تركيا التي تدفع، حسب قول اليونانيين، بأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين باتجاه اليونان. وهم يرون أن موجة الهجرة أو ما يطلق عليه أيضا بأزمة اللاجئين كبيرة جدا لدرجة أن كل طرف يشير بالبنان إلى الطرف الآخر (محملا إياه المسؤولية). ومن هنا لا بد لنا من إعادة صياغة مصطلح التضامن الأوروبي، وبشكل أدق إعادة تعريفه سويا لتحديد طريقة التعامل مع موضوع اللاجئين.
أعتقد أنه لا يمكننا الاستغناء عن توزيع عادل لللاجئين، حتى ولو كانت هناك اعتراضات على ذلك. علينا أن نكثف جهودنا في البلدان المصدرة للاجئين وفي الدول التي يمرون منها.
علينا أن نساعد على خلق ظروف تدفع الناس إلى البقاء في بلدانهم وعدم مغادرتها، أن نساعد على النمية وإيجاد فرص عمل. ولا يمكن أن يتم ذلك إلا عبر تعاون اقتصادي وثيق. وعلينا أيضا أن نساعد على حل الأزمات وإنهاء الصراعات والحروب الأهلية في شمال إفريقيا وسوريا، وهي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء موجة النزوح التي نشهدها الآن.
كيف تنظرون إلى اقتراح وزير الخارجية النمساوي، سيسباستيان كورتس، بإقامة مناطق آمنة في هذه الدول لاستقبال النازحين. هل هو حل عملي؟
الفكرة ليست جديدة، لكنها طرحت من قبل بأشكال مختلفة. وسبق للأمم المتحدة أيضا أن طالبت بإنشاء مراكز في مناطق العبور يتم فيها استقبال وتسجيل النازحين والعيش فيها لفترة. ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم تبني هذا الطرح وتوقيع الاتفاقيات اللازمة لتطبيقه، وتحديد طبيعة المهام التي ستقوم بها مثل هذه المراكز.
أجرى الحوار: بيرند ريغرت