شتاينماير: "زيادة التسلح لا تمثل حلا لمشكلات الشرق الأوسط"
٢ أغسطس ٢٠٠٧في أول رد فعل رسمي ألماني على صفقات الأسلحة الأمريكية المخطط توريدها للشرق الأوسط، قال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إن زيادة التسلح في هذا الموقف المتوتر في الشرق الأوسط لن يكون هو الحل. وأعرب الوزير الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في حوار أجرته معه صحيفة "هانديلسبلات" الألمانية عن تحفظه على الخطط الأمريكية لتوريد أسلحة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج.
كما أوضح أن بلاده ترجح اعتماد الحوار السياسي مع كافة الأطراف في المنطقة وأن هناك الكثير من الإشارات الإيجابية التي يمكن رصدها في هذا الصدد خلال الأشهر الستة الأخيرة ومنها إعادة إحياء دور اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط.
الأسلحة لا تخدم السلام في الشرق الأوسط
وكان توماس شتيغ، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، قد التزم أمس الأربعاء بالحذر في تصريحاته حول صفقات الأسلحة. وقال شتيغ إن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل سوف تنتظر حتى تتوفر المزيد من المعلومات عن الصفقات قبل التعليق عليها. ومن جهته قال كارستن فوغت، منسق العلاقات الأمريكية-الألمانية بوزارة الخارجية الألمانية إن هناك تناقضا بين خطاب الولايات المتحدة السابق حول الحرية وممارساتها الحالية بتزويد دول غير ديمقراطية بكميات كبيرة من الأسلحة.
أما روبريشت بولينز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني وعضو الحزب المسيحي الديمقراطي، فوصف منطقة الشرق الأوسط بأنها "برميل من البارود "، وأوضح أن خطوة الولايات المتحدة هذه ستزيد من خطورة الصراع. وأضاف بولينز في نفس السياق بأن حل مشاكل الشرق الأوسط يكمن في نزع السلاح عن طريق إتباع سياسة الحد من الأسلحة التقليدية كما حصل في أوروبا إبان الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي. وجاءت أقوال الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي هيوبرتس هيل أكثر صراحة حيث قال إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أتبع سياسة "قصيرة النظر وغير مسؤولة" من خلال صفقات الأسلحة المخطط لها.
الإعلام الألماني يهاجم السياسة الأمريكية
وعلى صعيد الإعلام الألماني فقد اتسمت تعليقات الصحف بطابع أكثر نقدا، حيث قالت صحيفة "زيدويتشه تسايتونغ" إن الحاجة إلى إدراج إسرائيل في صفقات الأسلحة للحفاظ على ميزان القوى أوضحت "السذاجة الكاملة للأمر برمته". وعلقت الصحيفة الرصينة: "أمريكا على وشك تقويض سمعتها في الشرق الأوسط تماما".
أما صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" فقد ارتأت أنه عقب كارثة العراق والمحاولات الفاشلة لإغراء إيران للتخلي عن برنامجها النووي فإن واشنطن اختارت سياسة ذات تاريخ طويل وهي سياسة "سلح عدو العدو". كما أشارت الصحيفة إلى أن "السعودية هي المستفيد الرئيسي من خطة صفقات السلاح وهي في الوقت نفسه جزئ من المشكلة لقيامها بتصدير الأفكار الإسلامية المتطرفة". وقالت الصحيفة أيضا أن " مثال صدام حسين أثبت أن هذه السياسة أدت إلى نتائج وخيمة".