شتاينماير حول غزو أوكرانيا: الديمقراطية تحتاج لجيش قوي

وصف الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الحرب في أوكرانيا بأنها "فاصل تاريخي" يُجبر الأوروبيين على رؤى مؤلمة، وأكد أنه تبين من هذه الحرب مدى ضرورة حماية الديمقراطية.

وقال شتاينماير اليوم الأحد (الثامن من مايو/ أيار 2022) خلال المؤتمر الاتحادي لاتحاد النقابات الألمانية بالعاصمة الألمانية برلين: "هذه الحرب كشفت لنا بطريقة وحشية أنه يتعين علينا حماية ديمقراطيتنا والدفاع عنها، داخليا وخارجيا"، لكنه استطرد: "إننا بحاجة لقوات حديثة وجيش ألماني مسلح بشكل أفضل".

وأضاف الرئيس الألماني أن هناك حاجة أيضا لسياسة خارجية ودبلوماسية في المستقبل أيضا، واستدرك قائلا: "ولكن مَن يعول على الدبلوماسية والمفاوضات من أجل تجنب نزاعات مستقبلية، يجب أن يعلم: أنه لا يمكن إجراء مفاوضات انطلاقا من موقف ضعف".

وتابع: "التفاوض بنجاح لا يتم إلا من موقف قوة"، وشدد على ضرورة أن يكون هناك رغبة في امتلاك القوة وإظهارها.

وكشف شتاينماير عن وجود مخاوف بين الكثير من مواطني بلاده بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيرا إلى أن هؤلاء المواطنين يريدون مساعدة الأوكرانيين وتقديم المزيد من الدعم لهم لكنهم يتخوفون أيضا من إمكانية أن تصبح بلادهم طرفا في الحرب.

وأضاف شتاينماير الذي كان عمل سابقا وزيرا للخارجية، أن الكثيرين لديهم مخاوف أيضا من التضخم أو الركود بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.

وتابع شتاينماير أن الحرب الروسية تهدد أوكرانيا في وجودها، وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في محو أوكرانيا بوصفها دولة حرة ديمقراطية.

وقال: "الهجوم على أوكرانيا يعد هجوما على فكرة الديمقراطية الليبرالية وعلى القيم التي تستند عليها، وهي: الحرية والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية".

وأكد الرئيس الألماني: "ردنا واضح وصريح: إننا نقف بجانب أوكرانيا، انطلاقا من قناعة تامة ومن صميم قلوبنا وبالتعاون مع جيراننا الأوروبيين".

وأوضح أنه تم تعلم درس من يوم الثامن من أيار/مايو عام 1945، وهو أنه يجب على الأوروبيين ألا يسمحوا لأنفسهم بالتفرقة مرة أخرى لأسباب قومية. وتابع شتاينماير: "يجب ألا تهيمن القومية وكراهية الشعوب والجنون الإمبراطوري على مستقبل أوروبا. علينا منع ذلك!".

وأكد الرئيس الاتحادي أن يوم الثامن من أيار/مايو وهو يوم نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، يعد يوما للتحرير ويوم للتذكير، وأضاف أنه كان يوما للأمل أيضا لفترة طويلة، الأمل في أن لا أحد سيعول على شن حرب كوسيلة سياسية.

وقال شتاينماير: "أجيال من الساسة عملت لأجل ألا يكون هناك حرب في أوروبا'". وأشار الرئيس الألماني إلى رؤية الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف بشأن وجود بيت أوروبي موحد، واستدرك قائلا: "ولكن اليوم، في هذا اليوم الموافق الثامن من أيار/مايو، أخفق حلم البيت الأوروبي الموحد، وحل محله كابوس".

ع.ا/أ.ح ( د ب أ)