شارون في الولايات المتحدة لبحث مستقبل الاستيطان

يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون اليوم بالرئيس الامريكي جورج بوش في مزرعته في تكساس. وتأتي الزيارة بعد التوتر الحاصل في المدينة المقدسة نظرا للمحاولات المتكررة من قبل بعض المتطرفين اليهود اقتحام باحة المسجد الاقصى. وقد حرصت الحكومة الاسرائيلية على ابداء اكبر قدر من الحزم تجاه هذه المحاولات، ونشرت اعدادا كبيرة من قوات الشرطة على مداخل البلدة القديمة وذلك لحساسية مسألة القدس والاقصى بالذات عند العرب والمسلمين. كما أن شارون لا يريد سماع أية انتقادات من الادارة الامريكية بهذا الخصوص. ويبدو أن شارون كان هذه المرة أكثر تعقلا من خلال اعطاءه الاوامر لحكومته بالتصدي لمحاولات المتطرفين اليهود، وذلك حسب ما أوردته وكالات الانباء، فهو لا يريد المغامرة مرة أخرى واعطاء الفلسطينيين ذريعة قوية للقيام بانتفاضة ثالثة، سيما وان زيارته لباحة المسجد الاقصى في سيبتمبر/أيلول 2000 كانت الشرارة التي فجرت انتفاضة الاقصى والتي سقط فيها أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

المستوطنات الاسرائيلية على بساط البحث

اعلن مسؤول اسرائيلي يوم السبت الماضي انه "سيتم التطرق" الى قضية تجميد المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية خلال اللقاء بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يوم الاثنين، "لكنها لن تكون محورية" على حد قوله لوكالة فرانس برس. وجاء هذا التعليق ردا على التصريحات الحازمة التي ادلى بها الرئيس الاميركي حول نفس الموضوع خلال بضعة ايام. وقال بوش على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته الى الولايات المتحدة بعد مشاركته في في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان: "تحدثت عن مسألة المستوطنات علنا (...) وسأطرحها في الاجتماع المغلق ايضا". وصرح الرئيس الاميركي للصحافيين "ما اقوله علنا اقوله في المجالس الخاصة. خارطة الطريق تحدد التزامات واضحة حول المستوطنات واتوقع ان يحترم رئيس الوزراء (شارون) هذه الالتزامات". وجاء هذا التصريح الحازم بعد ايام قليلة من اعلان اسرائيل مشروع بناء 3500 منزل في معالي ادوميم احدى اكبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية شرق القدس. وصرح سيلفان شالوم للاذاعة العامة "مبدئيا اسرائيل تعتبر مجمع المستوطنات (في الضفة الغربية بما فيها معالي ادوميم) جزءا لا يتجزء من دولة اسرائيل". واضاف "ربما هناك وجهة نظر اخرى لدى حليفنا الكبير، لكن لم يكن الامر كذلك حتى الان" في اشارة الى تصريحات بوش بعد لقاء شارون في نيسان/ابريل 2004 في واشنطن. وكان بوش اعلن حينئذ في مؤتمر صحافي الى جانب شارون "من غير الواقعي الاعتقاد ان نتيجة المفاوضات حول الوضع النهائي ستؤدي الى عودة كاملة الى حدود وقف اطلاق النار في 1949". واعتبرت اسرائيل هذا الموقف بمثابة الدعم لابقاء المستوطنات في الضفة الغربية. ورغم هذه التصريحات وتلك يرى المسؤولون الاسرائيليون ان خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة ستكون المحور الاساسي لمحادثات الاثنين في كروفورد.

الاوضاع تتجه الى التهدئة في القدس

منعت الشرطة الاسرائيلية التي انتشرت صباح اليوم الاحد باعداد كبيرة مجموعة صغيرة من اليمين الاسرائيلي المتطرف من الاقتراب من باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية، حيث هرع آلآف المسلمين "لنصرة" ثالث الحرمين الشريفين. ونشرت الشرطة نحو ثلاثة آلاف عنصر في مدينة القدس القديمة وحولها واعتقلت 22 ناشطا ينتمون الى اليمين المتطرف الاسرائيلي. ومن بين الموقوفين "اسرائيل كوهين" زعيم مجموعة "ريفافا" المتطرفة التي دعت الى الصلاة في باحة الاقصى أمس الاحد احتجاجا على خطة رئيس الوزراء ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة واجلاء نحو ثمانية آلاف مستوطن. واطلق رجال شرطة الخيالة على ابواب باحة المسجد قنابل صوتية لابعاد الشبان الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الدخول بعد ان رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة والزجاجات على ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس، واصيب ثلاثة رجال شرطة بجروح خلال هذه المواجهات. وقررت السلطات الاسرائيلية السماح فقط للمسلمين من سكان القدس الشرقية المحتلة ومن العرب الاسرائيليين ممن تجاوزت اعماهم الاربعين والنساء المسلمات بدخول باحة اللمسجد. لكن ذلك لم يمنع احد قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السياسيين الشيخ حسن يوسف المقيم في رام الله من التسلل الى الباحة. وقالت مصادر امنية ان الشرطة اوقفت الشيخ حسن يوسف لدى خروجه من باحة المسجد الاقصى.

تفاعلات الحدث على الساحة الاقليمية

اثار التهديد بدخول باحة الاقصى استنكارا كبيرا لدى مسلمي العالم ونظم الفلسطينيون تظاهرات غاضبة في كبرى المدن والمخيمات في قطاع غزة والخليل ورام الله ونابلس في الضفة الغربية، على ما افاد مراسلو فرانس برس. واعتبرت السلطة الفلسطينية ان الاقصى خط احمر محذرة من ان اي مساس به "سيؤدي الى نتائج وخيمة في المنطقة". وفي عمان تظاهر مئات من الطلبة الاردنيين أمس الاحد في الجامعة الاردنية منددين بمحاولات اقتحام الاقصى. وتجمع المتظاهرون بدعوة من طلبة الاتجاه الاسلامي داخل حرم الجامعة الاردنية في العاصمة عمان مرددين هتافات تدعو لنصرة المسجد الاقصى والدفاع عنه. وطوقت قوات مكافحة الشغب المتظاهرين ومنعتهم من الخروج من حرم الجامعة للتظاهر في الشارع. وفي القاهرة تظاهر عشرات الطلاب ممن ينتمون للتيار الاسلامي في جامعتي القاهرة والاسكندرية أمس الاحد مطالبين باصلاح سياسي أوسع نطاقا ومنددين باعتزام متشددين يهود تنظيم مسيرة الى المسجد الاقصى. وردد المتظاهرون في جامعة القاهرة هتافات مناوئة لترشيح مبارك لفترة رئاسة خامسة. وركز المتظاهرون في جامعة الاسكندرية شعاراتهم على محاولة المتشددين اليهود تنظيم مسيرة الى المسجد الاقصى. وهتفوا //يا حكامنا ساكتين ليه بعد الاقصى حيفضل أيه//.