شابة عربية ضمن الفائزين بجائزة "المواهب الخضراء" الألمانية
٩ نوفمبر ٢٠١٣دأبت وزارة التربية والبحث العلمي الألمانية على تنظيم مسابقة عالمية لاختيار أفضل المشاريع في مجال الحفاظ على البيئة ودعم استعمال الطاقات البديلة. وتأتي دورة هذا العام (الدورة الخامسة) للتعبير عن "رغبة ألمانيا في دعم المشاريع البيئية بشراكة مع مختلف دول العالم" على حد تعبير مدير البيئة والطاقة بوزارة التربية والبحث العلمي فيلفريد كراوس، الذي وصف الدول العربية بـ"الشريك المهم" في مجال الطاقة المتجددة لما تتوفر عليه من موارد طبيعية كالشمس والرياح.
أصال إبراهيم تمثل العرب
الإيمان بأهمية الموارد الطبيعية في توليد طاقة رفيقة بالبيئة، هي القناعة الراسخة لدى الباحثة الأردنية الشابة أصال إبراهيم، التي منحتها لجنة تحكيم "المواهب الخضراء" جائزة المسابقة، بعد أن اقتنعت اللجنة بأهمية مشروعها. وفي حوار مع DW عربية، تقول الباحثة: " يقع الأردن في الحزام الشمسي ولدينا العديد من المؤهلات الطبيعة لتوليد الطاقة. وقد بدأ اهتمامي بموضوع الطاقة المتجددة وحماية البيئة منذ سنوات مبكرة، وخلال دراساتي الجامعية أنجزت أبحاث التخرج حول الموضوع".
الاستفادة من التجربة الألمانية
وتسعى أصال إبراهيم من خلال مشروعها "إلى تطوير عدسات لإنتاج الطاقة الشمسية بدل المرآة التي تستخدم في ذلك إلى الآن". وكباقي الفائزين بجائزة وزارة التربية والبحث العلمي الألمانية، ستستفيد الباحثة الأردنية من منحة دراسية ومن مرحلة تدريب في المعاهد والجامعات الألمانية للاستفادة من التجربة الألمانية في هذا المجال. وفي هذا الصدد، يقول البروفسور مارتين فاولشتيش، عضو لجنة التحكيم ومدير معهد تقنيات البيئة في مدينة "كلاوستال سيلارفيلد" في ولاية سكسونيا السفلى: "أنا سعيد بوجود فائزة من العالم العربي ضمن مجموعة هذا العام، وسنقوم بدعمها للتعرف على مجال البحث العلمي عن قرب في ألمانيا، كما ستستفيد رفقة الفائزين الآخرين من تدريبات عملية في المختبرات".
اهتمام بالباحثين العرب
ولا يقتصر التعاون العلمي بين الجامعات الألمانية والباحثين العرب في المجال البيئي على المشاركة في مسابقة "المواهب الخضراء" فحسب، وإنما تعمل وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية على "استقبال الطلبة العرب الباحثين في سلك الدكتوراه في جامعاتها وترسل الباحثين الألمان إلى الدول العربية لدعم مشاريع في مجال تدوير ومعالجة المياه المستعملة في العالم العربي عبر إنشاء محطات لهذا الغرض بكلفة مالية مناسبة، أو لإنجاز أبحاث مشتركة في عين المكان"، كما يوضح البروفسور مارتين فاولشتيش.
تعاون ألماني-عربي
من جهته، يرى فيلفريد كراوس، مدير البيئة والطاقة في وزارة التربية والبحث العلمي أن الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص أصبحت واعية بأهمية الطاقات المتجددة كبديل عن البترول والغاز الطبيعي. وفي هذا الإطار تم توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة، والتي يهدف الجانب العربي من خلالها إلى الاستفادة من التجربة الألمانية.
وفي عام 2008 تم توقيع اتفاقية مشروع إعداد وتطوير المخطط الوطني الشامل لخدمات قطاع الصرف الصحي بين مسؤولين بحرينيين وبين الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ) وشركة Dornierالألمانية المتخصصة. وبموجبه، قامت الوكالة الألمانية في السنوات الأربع الأخيرة بترميم قنوات الصرف الصحي في هذا البلد العربي. وهناك دول عربية أخرى، كالمملكة العربية السعودية، وعمان، والمغرب وتونس، تجمعها اتفاقيات تعاون مع ألمانيا في هذا المجال.
أما أصال إبراهيم، فهي أيضا تأمل خلال تواجدها في ألمانيا في تطوير قدراتها وتنمية أفكارها، حتى تتمكن من "تقديم شيء لوطنها ولألمانيا وللإنسانية جمعاء".