سينما جنين مشروع من أجل السلام
١٤ ديسمبر ٢٠٠٩يعتبر مشروع "سينما جنين" استمراراً لفكرة الفيلم الوثائقي "قلب جنين" الذي يصور قصة مقتل الطفل الفلسطيني أحمد برصاص جندي إسرائيلي، و بعدها قرار الأب إسماعيل الخطيب التبرع بأعضاء جسمه لإسرائيليين. و أثار هذا الفيلم اهتماماً إعلامياً عالمياً واسع النطاق، وجذب الأنظار بشكل متزايد إلى الأوضاع في جنين.
ويخطط القائمون على المشروع لإقامة شراكة مع عدة شركات، كما يوضح ذلك مديره ماركوس فيتر "يشمل المخطط تأسيس شركة لتوزيع الأفلام تجلب أفلاماً أوروبية إلى العالم العربي، وبناء استوديو لدبلجة الأفلام.
"لا بد من دعم أولئك الذين يريدون السلام"
وفي حال نجاح المشروع وإظهار الناس الاهتمام به يصبح بالإمكان حسب رأي ماركوس فيتر بناء صناعة صغيرة في جنين، يمكن أن تنمو وتتطور إلى "شركة سلام"، في حال توفر التعاون والعمل بشكل مهني كما يقول "لأن السلام هو من الأهداف الضمنية الرامية إلى تقوية عضد الفلسطينيين وجعلهم يشاركون في بناء هذه السينما وصناعة الفيلم"، وتحقيق ذلك، كما يقول فيتر، يمنح الفلسطينيين شعوراً بالاعتزاز بالنفس وأنه بات بإمكانهم التحدث مع الإسرائيليين وشركاء آخرين على قدم المساواة، "فلدى الفلسطينيين تكمن مقدرات ضخمة، إنهم أناس رائعون، عندهم رؤى كثيرة، ولا يحتاجون سوى الى الحصول على إمكانية تحقيق أحلامهم"، لهذا يحاول المخرج السينمائي الألماني ماركوس فيتر تقديم أقصى مساعدة ممكنة. وهو يخطط لإخراج أفلام عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تبين أيضاً وجود أناس رائعين في إسرائيل، يجب، أن يقوم تعاون معهم، انطلاقاً من دعم الذين يريدون السلام، " آمل أن نكون أول القادرين على التمييز بين الاحتلال الذي تجوز مقاومته وانتقاده، وبين ما هو عداء خاطئ وغبي للسامية" يقول فيتر. يؤكد القائمون على مشروع سينما جنين على أن الجهود المبذولة من أجل أطفال فلسطين وتقوية توجهات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستستمر لتصل إلى مناطق أخرى من فلسطين.
إسماعيل الخطيب نجم في جنين وفي ألمانيا
وفي سياق التحضيرات لإنجاز لهذا المشروع قدم إلى ألمانيا مجموعة من الفنانين والسينمائيين الفلسطينيين والألمان، ومن بينهم إسماعيل الخطيب الذي اختارته القناة الثانية في التلفزيون الألماني من بين الشخصيات البارزة في عام 2009، وبهذه المناسبة دعي الخطيب إلى البرنامج وتحدث أمام جمهور ألماني غفير، وفي حديث لموقع الدويتشه فيله قال الخطيب إن هذه لم تكن المرة الأولى التي يزور فيها ألمانيا، لكن في هذه المرة تحدث أمام عدد كبير من الأشخاص وهذا شيء جديد بالنسبة له " شعرت أن رسالة أحمد تصل إلى كل بيت في المجتمع الأوروبي" وأضاف أن هذا الشعور الإيجابي الذي تولد لديه يمنحه القوة للقيام بمشاريع إنسانية أخرى "طبعاً ظروف استشهاد أحمد منحتنا الأمل لبناء مؤسسات ومراكز لاستقبال أصدقاء أحمد ولأطفال جنين وهذا يرفع من معنوياتي ويعزيني في ابني احمد".
دعم ألماني وبحث عن مساعدة عربية
bحصل المشروع على دعم ألماني كبير على شتى المستويات، فوزارة الخارجية قدمت 25000 يورو كما تم جمع ستين ألف يورو من التبرعات في ألمانيا، لكن الإنجاز يحتاج إلى مبالغ أكبر، لهذا يسعى ماركوس فيتر للحصول على دعم من قبل الدول العربية، لاسيما من قبل الأثرياء في فلسطين وعمان ودبي، وقد لاحظ في إطار المساعي التي بذلها للحصول على دعم مادي من قبل دبي وجود تحفظ وتخوف من إمكانية "تسرب الأموال إلى جهات متطرفة" وأن هذا الخوف أقوى من مثيله في ألمانيا على حد تعبيره، " في ألمانيا تمكنت من إقناع شركائنا بأن هذا المشروع هو سلمي صرف" ويؤكد فيتر على أهمية الحصول على مساعدة العرب في كل مكان من العالم والى اقتناعهم بأن هذا المشروع هو مشروع سلام فعلي "المشروع لم يعد حلما ًأو رؤية إنما أصبح واقعاً ملموساً، وأنا أناشد العالم العربي تقديم العون لنا لإنجاز هذا المشروع السلمي".
الكاتبة: منى صالح
مراجعة: حسن زنيند