سيراليون: الاعتقاد في الشعوذة يساهم في انتشار فيروس إيبولا
١٨ أغسطس ٢٠١٤على إمتداد الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار لونغي في سيراليون تنتشر حاويات مليئة بماء الكلور لتعقيم الأيدي لعامة الناس، ودون عملية التعقيم يمنعون دخول منطقة المطار. يشرف على الأوعية موظفون مختصون يلبسون ملابس وكفوف طبية خاصة. فيما تبث وسائل الإعلام ومحطات الإذاعة إعلانات وأغاني خاصة لتوعية الناس من فيروس إيبولا، وخاصة عند ظهور بعض العلامات كارتفاع درجة الحرارة والإسهال. لكن السكان ينظرون بريبة لكل ما تعمله الحكومة ولا يثقون بها، كما نقل موقع شبيغل أونلاين الألماني. ففي شرق البلد مثلا يتهم أنصار المعارضة سياسيي شمال البلد وأنصار الرئيس الحالي لسيراليون بإفتعال الضجة والفيروس. ويقول سكان شرق سيراليون إن مناصري الرئيس من الشمال يحاولون بهذه الإشاعات تقليص حجم المعارضة، وإن المرض غير موجود أصلا، ومن يذهب إلى المستشفى يحقنه الأطباء بحقنة تجعله يموت ومن ثم يقول الأطباء إن فيروس إيبولا هو السبب، حسب قول سكان شرق سيراليون.
أما في منطقة بومبالي في شمال البلاد فلم تثبت لغاية الآن حالات إصابة بالمرض، لكن الناس رغم ذلك لا يريدون تصديق أن المرض موجود فعلا في أفريقيا. ونقل عن أحاديث لعامة الناس أن أحد الرجال ظهرت عليه علامات المرض ونقل إلى المستشفى لأخذ عينات من دمه، لكن عائلته تقول انه أصيب بسحر، لذلك طلب العلاج من إحدى المشعوذات التقليديات في القرية، وليس في المستشفى. وقامت عائلة الرجل المصاب بخطف الرجل من المستشفى وأرسلته لإحدى الساحرات التقليديات، لكن الرجل مات وكذلك الساحرة وإبنها، في حين أن عينات الدم المأخوذة منه أثبتت إصابته بفيروس ايبولا فعلا. أما عائلة الرجل فقد هربت إلى مكان مجهول ولا يعرف شيء عنها، كما ذكر موقع شبيغل أونلاين الألماني.
مثل هذه القصص قد تكون سبب انتشار المرض بسرعة في القارة الإفريقية، وخاصة عندما تنعدم الثقة بين السياسيين والأطباء وبين عامة الناس. لذلك قامت منظمات المجتمع المدني بإرسال موظفين خاصين إلى قرى ومدن البلدان الإفريقية المهددة بفيروس إيبولا لتوعية عامة الناس وتعريفهم بخطر فيروس إيبولا وحقيقته.
ز. أ. ب. / ح.ز