سي آي إيه تميط اللثام عن روايات الأطباق الطائرة في "منطقة 51"
١٧ أغسطس ٢٠١٣كشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أن الأجسام الطائرة التي كانت تظهر في سماء صحراء نيفادا وتسببت في نسج روايات عن مكان أُطلِق عليه اسم "المنطقة 51" ليست في الواقع سوى طائرات تجسس من طراز يو-2 كان يجري اختبارها في هذه القاعدة السرية للغاية. وقد تسبب هذه المعلومات خيبة أمل لأصحاب نظرية المؤامرة والخيال الذي غذته هوليوود عن وجود كائنات فضائية بعد الكشف عن أن "المنطقة 51" لم تكن سوى موقع اختبار لطائرات تجسس خلال الحرب الباردة. وأكدت السي آي ايه أن سرية الموقع لم تكن مرتبطة بكائنات قادمة من المريخ بل بإخفاء طائرات تجسس جديدة عن السوفييت.
وكُشِفَت هذه المعلومات في تقرير رسمي عن تاريخ برنامج "يو-2" بين عامَي 1954 و1974 حرره مؤرخان في السي آي ايه ورفعت السرية عنه مؤخرا. ولم يرد في هذا التقرير الذي يقع في 400 صفحة أي ذكر لحادثة روزويل التي جرى الحديث خلالها عن تحطم طبق طائر في نيومكسيكو في 1947. في المقابل تعتبر هذه المنطقة، التي تمتد حوالي عشرين كيلومترا في الصحراء والواقعة شمال غرب لاس فيغاس، نقطة انطلاق الطائرة التي قادها غاري باورز: الطيار الذي أُسقِطَت طائرته فوق الاتحاد السوفييتي عام 1960 .
وتقع قطعة الأرض هذه شمال غرب منطقة تجارب تملكها مفوضية الطاقة الذرية الأميركية كما يبدو من خارطة للمنطقة نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية أيضا. لكن هذه ليست المرة الأولى التي تعترف فيها وكالة الاستخبارات بوجود "المنطقة 51". ففي وثيقة رفعت السرية عنها ووضعت على الانترنت في تشرين الأول/ أكتوبر 2012، تتحدث مذكرة تعود إلى 1967 حررها مدير السي آي إيه آنذاك ريتشارد هيلمز عن إطلاق ثلاث طائرات تجسسية من "المنطقة 51" إلى اليابان لتنفيذ مهمات فوق فيتنام. وقالت السي آي إيه في هذا التقرير إن "المنطقة 51" اختيرت عام 1955 لتستخدم مهبطا لاختبار طائرات يو-2.
ومع بدء التجارب والتدريبات على الطائرة التي تحلق على ارتفاع أكبر بكثير من الطائرات التجارية في تموز/يوليو 1955، تزايد الحديث عن "ظهور أشياء طائرة غير معروفة"، كما قال معدو التقرير. وأضافوا أن الطائرات التجارية كانت تحلق على ارتفاع ثلاثة آلاف إلى ستة آلاف قدم. أما طائرات "يو-2" فكانت تحلق على ارتفاع يزيد على عشرين ألف متر. وكانت الشمس تنعكس على جناحي طائرة اليو-2 في ذلك الوقت "مما يبدو لطيار الطائرة التجارية التي كانت تحلق في مستوى أدنى وبفارق 12 ألف متر، وكأنه جسم ملتهب". والأمر ينطبق على الطائرة المتوقفة على الأرض.
ع.م/ ط.أ (أ ف ب)