سوريا: واشنطن تحذر من مجزرة في حلب ونائبة عن المدينة تنشق
٢٧ يوليو ٢٠١٢أعربت الولايات المتحدة عن خشيتها من وقوع مجزرة في حلب، ثاني كبرى مدن سوريا والتي يبدو أن القوات النظامية تستعد لشن هجوم عليها، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتدخل عسكرياً في هذا البلد. وخلال لقاء مع الصحافيين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن "القلق هو في أن تحصل مجزرة في حلب وهذا ما يبدو أن النظام يعد له".
وتطرقت نولاند إلى "معلومات ذات مصداقية" مفادها أن "قوافل من الدبابات" تتقدم باتجاه المدينة التي تبعد 355 كلم إلى شمال دمشق وحيث تدور معارك ضارية بين المعارضة والجيش الموالي للرئيس بشار الأسد. وقصف الجيش السوري الخميس الأحياء التي يتمركز فيها معارضو النظام في حلب تمهيداً لشن هجوم واسع لاستعادة السيطرة على المدينة.
هجوم مضاد شامل
وأفاد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس أن "تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الأربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات إضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة أو السبت" على حلب. واعتبرت نولاند أن تقدم الدبابات واستعمال المروحيات والطائرات يشير إلى "تصعيد خطير في النزاع". وقالت أيضاً "تفكيرنا مع سكان حلب. مرة جديدة يحاول النظام بكل الوسائل التمسك بالسلطة ونحن قلقون جداً لما يمكن أن يفعله في حلب".
لكن المتحدثة أكدت على الموقف الأميركي من مسألة عدم تسليم أسلحة للمتمردين السوريين. وقالت "لا نعتقد أن صب الزيت على النار من شأنه أن ينقذ الأرواح". وأكدت أنه خلافاً للنزاع في ليبيا الذي تدخل فيه حلف شمال الأطلسي، فإن "أغلبية السوريين ما زالت ترفض تدخلاً عسكرياً أجنبياً وتدفقاً للأسلحة على بلادهم".
مهاجمة حواجز أمنية
ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت صباح اليوم الجمعة (27 تموز/ يوليو 2012) في محافظة إدلب السورية بين قوات النظام السوري والمعارضين المسلحين. وأضاف المرصد أن "الثوار هاجموا حواجز القوات النظامية في المدينة ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن الخسائر بصفوف الطرفين أو نتيجة القصف على المدينة". وفي محافظة حلب تتعرض أحياء صلاح الدين والأعظمية وبستان القصر والمشهد والسكري لأطلاق نار من رشاشات الطائرات وسمعت أصوات انفجارات في حيي الفردوس والمرجة كما دارت اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري فجر اليوم وقتل مواطن متأثراً بجراح أُصيب بها جراء القصف على حي الزبدية في مدينة حلب أمس، بحسب المرصد السوري. وأفاد المرصد بأن حصيلة القتلى على أيدي قوات النظام خلال يوم أمس الخميس بلغت 150 شخصاً.
انشقاق نائبة
من جانب آخر أعلنت إخلاص بدوي عضو مجلس الشعب السوري الجمعة انشقاقها بعد وصولها إلى تركيا لتكون بذلك أول نائبة في البرلمان تنشق عن النظام منذ بدء الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد. وقالت إخلاص بدوي "أنا الآن عبرت الحدود التركية بهدف انشقاقي عن هذا النظام الغاشم"، موضحة أنها انشقت "بسبب أساليب القمع والتعذيب الوحشي بحق الشعب الذي يطالب بأدنى حقوقه".
وكانت السلطات قد اختارت إخلاص بدوي -وهي أم لستة أطفال ومسلمة سنية- لتترشح نائبة في البرلمان عن فئة العمال والفلاحين. وهي عضو في حزب البعث الحاكم في سوريا. وكان اشتداد عمليات القصف البري والجوي للمدن السورية من جانب قوات الأسد في الأسابيع الأخيرة قد جعل بعضاً من قياديي البعث والموالين للأسد ينشقون عليه، وكان معظمهم من المسلمين السنة.
(ع.غ/ آ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو