سوريا.. هل ينجح الأكراد في انتزاع حكم لامركزي من نظام الأسد؟
٢٨ يوليو ٢٠١٨أعلن مجلس سوريا الديموقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، إثر لقاء مع ممثلين عن دمشق اليوم السبت (28 يوليو/ تموز 2018) تشكيل لجان بين الطرفين لتطوير المفاوضات بهدف وضع خارطة طريق تقود إلى حكم "لامركزي" في البلاد. ولم يتطرق مجلس سوريا إلى الإعلان فقط، بل أوضح أن خطوات عملية ستتبع هذا لإعلان منها تشكيل لجان لدراسة مقترحات عملية لوضع نهاية للحرب والعنف في العلاقة بين الجانبين وللتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب.
وتتسم العلاقات بين الحكومة السورية والإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد بأهمية شديدة خلال الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، إذ يسيطر الطرفان على معظم أراضي سوريا. لكن ورغم تجنب الطرفين الصراع المباشر، فإن هناك اختلافا شديدا بين رؤية كل منهما للمستقبل إذ يسعى الأكراد للحصول على الحكم الذاتي في دولة لامركزية بينما ترغب دمشق في استعادة سيطرتها المركزية بالكامل.
وقال مجلس سوريا الديمقراطية الذي يقوده الأكراد إنه قرر مع الحكومة "تشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار/ المفاوضات وصولا إلى وضع نهاية للعنف والحرب... ورسم خارطة طريق تقود إلى سوريا ديمقراطية لامركزية". وأضاف المجلس أنه اجتمع بمسؤولين في الحكومة السورية الأسبوع الماضي بدعوة من الحكومة بعد حوارات تمهيدية في مدينة الطبقة على نهر الفرات ركزت على استعادة الخدمات المحلية.
يذكر أن مجلس سوريا الديمقراطية هو الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وسيطر خلال الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية على ربع أراضي سوريا شرقي نهر الفرات وهي منطقة تضم أراضي زراعية وموارد مائية ونفطية.
وأوضح سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، أبرز مكونات مجلس سوريا الديموقراطية، أن "ما تم الاتفاق عليه هو أن يكون هناك لجان على كافة المستويات، اقتصادية، عسكرية قانونية وسياسية وخدماتية"، مشيراً إلى أن وظيفتها "وضع خريطة طريق لتكون سوريا لامركزية"، يكون تحقيقه عبر الإدارة الذاتية.
وقال "من المبكر جداً الحديث عن اتفاق، لكن نناضل من أجل التوصل إليه، والانطلاقة بدأت على أن تكون سوريا لامركزية لكن التفاصيل ستدرسها اللجان" وهي في طور التشكيل، مشيراً إلى أن "عملية التفاوض ستكون طويلة وشاقة، لأن السلطة في دمشق وبنيتها مركبة على أساس شديد المركزية". لكن سلطات دمشق لم تدل بأي تعليق إزاء الإعلان الكردي بشأن الاتفاقات المعلنة، فهي لم تنفي ولم تؤكد ذلك بعد.
وتشير المحادثات إلى تحركات تقودها السلطات الكردية للتوصل لاتفاق مع الرئيس بشار الأسد يحفظ للأكراد حكمهم الذاتي فيما يشعرون بالقلق من حليفتهم واشنطن التي لا يمكن التكهن بتصرفاتها ومع استعادة دمشق السيطرة على معظم أراضي المعارضة بدعم من روسيا وإيران. وكان الأسد قد وصف أجهزة الإدارة الكردية في شمال شرق سوريا بأنها "هياكل مؤقتة"، في إشارة إلى مساعي نظامه لبسط سيطرته على كل الأراضي السورية، بما فيها المناطق الكردية.
من جانبه، قال نوح بونسي كبير المحللين المختصين في الشأن السوري بمجموعة الأزمات الدولية "من الصعب التكهن بكيفية توصل الطرفين إلى اتفاق أكثر موضوعية في الشهور المقبلة لأن هناك فجوة ضخمة بين الجانبين بشأن شكل هذه المنطقة في المستقبل".
وستثير أي مفاوضات بين دمشق وأكراد سوريين أسئلة جديدة عن السياسة الأمريكية في سوريا، حيث انتشر الجيش الأمريكي في منطقة خاضعة لهذه القوات خلال الحملة على تنظيم ما يسمى "بالدولة الإسلامية".
من جانبهم، يتوخى الأكراد السوريون الحذر تجاه واشنطن بسبب تصريحات متضاربة صادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال خططها في سوريا وكذلك بسبب ضغوط تركيا على الولايات المتحدة. وتوغلت أنقرة عسكريا في سوريا لمحاربة وحدات حماية الشعب الكردية وهي فصيل كردي مسلح يقود قوات سوريا الديمقراطية.
ح.ع.ح/ع.ش(أ.ف.ب، رويترز)