نزوح المئات من أحياء حلب الشرقية مع تقدم قوات النظام
٢٧ نوفمبر ٢٠١٦استعادت قوات النظام السوري وحلفاؤها السيطرة على ثلث الأحياء الشرقية لمدينة حلب على الأقل خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين فر الآلاف من سكان هذه المناطق إلى أحيائها الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام.
وتأتي سيطرة قوات النظام على عدد من أحياء شرقي حلب في إطار هجوم بدأته منتصف الشهر الحالي لاستعادة الأحياء الشرقية وتضييق الخناق على مقاتلي الفصائل المعارضة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه بعد سيطرة قوات النظام السوري مساء السبت على حي مساكن هنانو أكبر أحياء شرقي حلب، تمكنت الأحد (27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) من السيطرة على خمسة أحياء أخرى هي جبل بدرو وبعيدين والانذارات والسكن الشباب وعين التل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن الفصائل المعارضة المسلحة تكون بذلك "قد فقدت 30 بالمئة على الأقل من الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها".
كما تتواصل المعارك في حي الحيدرية وحي الصاخور الذي في حال سقوطه سيمكن قوات النظام من قطع شرقي حلب إلى قسمين شمالي وجنوبي.
وأوضح عبد الرحمن أن التقدم السريع يأتي "نتيجة خطة عسكرية اتبعها النظام في هجومه وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف إضعاف مقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم".
وتزامناً مع تقدم قوات النظام، تمكن المقاتلون الأكراد الأحد وفق المرصد من "السيطرة على جزء من حي بستان الباشا، كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وحي الهلك التحتاني" وهما منطقتان مجاورتان لحي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية.
وبحسب عبد الرحمن، "استغل المقاتلون الأكراد المعارك التي تخوضها الفصائل للتقدم من الشيخ مقصود والسيطرة على هاتين المنطقتين".
وفي ضوء هذه التطورات فر نحو 1700 مدني باتجاه الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حين لجأ 2500 إلى حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة الأكراد".
وبحسب المرصد، "نقلت قوات النظام الفارين ليلاً إلى مناطق سيطرتها شمال مدينة حلب وتحديداً الشيخ نجار، قبل أن يصل قسم منهم صباح الأحد إلى الأحياء الغربية في المدينة". وهي المرة الأولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام.
وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد فيديو تظهر عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال لدى وصولهم إلى مساكن هنانو حيث كانت حافلات خضراء بانتظارهم لنقلهم.
واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري حملة عسكرية عنيفة ضد الأحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على أكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية. وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الأحياء الشرقية لاستخدامهم كـ"دروع بشرية".
ويعيش أكثر من 250 ألف شخص محاصرين في الأحياء الشرقية. وكانت آخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في تموز/يوليو. وحذر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الأحد الماضي في دمشق من "كارثة إنسانية" في شرق حلب مع استمرار التصعيد العسكري.
من جانبه، اعتبر ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، أحد أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، في تصريحات لفرانس برس، أن نزوح المدنيين من شرق حلب "أمر طبيعي جداً بعد حملة القصف الجوي والاجتياح البري وتدمير منازلهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة في أحيائهم ومناطقهم".
واتهم اليوسف "النظام والروس والإيرانيين بأنهم قرروا إبادة الثورة في ثاني اكبر مدن سوريا عبر اتباع سياسة الأرض المحروقة مستفيدين من العجز الدولي الناجم عن التعطيل الأمريكي".
وأضاف "على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يتم تطبيق سياسة التجويع أو الركوع من دون أي التزام بمواثيق حفظ السلم والأمن الدولي".
وتعمل الفصائل في حي الصاخور حالياً وفق اليوسف على "تعزيز نقاط الدفاع عن المدينة والأهالي"، لكنه أشار إلى أن "الطيران يدمر كل شيء بشكل منهجي" محذراً من أنه "إذا لم يتم حظره، فسيدمر الطيران ما تبقى من مدينة حلب، حياً تلو آخر".
ومنذ بدء الهجوم قبل 13 يوماً، أحصى المرصد مقتل 225 مدنياً بينهم 27 طفلاً جراء القصف والغارات على شرق حلب، فيما قتل 27 مدنياً بينهم 11 طفلاً في غرب المدينة جراء قذائف الفصائل.
ع.غ/ ر.ز (آ ف ب، رويترز)