سوريا ـ تكهنات متضاربة حول أسباب اختفاء طائرة عسكرية روسية
١٨ سبتمبر ٢٠١٨قالت وزارة الدفاع الروسية في ساعة مبكرة من (صباح اليوم الثلاثاء 18 أيلول/ سبتمبر 2018) إن طائرة عسكرية روسية تقل 14 شخصا وهي من طراز إيل-20 لأغراض الاستطلاع الالكتروني اختفت من على شاشات الرادار فوق سوريا بينما كانت إسرائيل وفرنسا تشنان هجمات جوية على أهداف في سوريا.
وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن تعتقد أن المدفعية السورية المضادة للطائرات أسقطت الطائرة دون قصد.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن مدينة اللاذقية الساحلية التي تقع قرب قاعدة جوية روسية كانت الطائرة في طريق العودة إليها تعرضت للهجوم من "صواريخ معادية" أمس الإثنين لكن وسائط الدفاع الجوي تصدت لها.
واشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنّ الطائرة كانت في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا بمحافظة اللاذقية عندما اختفت من على شاشات الرادار حوالي الساعة 11:00 مساء بتوقيت موسكو (20:00 بتوقيت جرينتش) يوم الاثنين. واتهمت روسيا فرنسا بإطلاق صواريخ من فرقاطة بحرية في البحر المتوسط أثناء الهجوم، الأمر الذي نفته باريس بالمطلق. كما نفت واشنطن أي علاقة لها بالهجوم وامتنعت إسرائيل عن التعليق.
وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من إعلان موسكو حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة التوصل إلى اتفاق بشأن محافظة ادلب من شأنه أن يجنّب هذا المعقل الأخير للفصائل المعارضة، هجوماً عسكرياً واسعاً.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية ليل الاثنين الثلاثاء في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية أن "الاتصال قطع بطاقم الطائرة +إيل-20+ بينما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الساحل السوري في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية"، القاعدة الجوية الرئيسية لموسكو في غرب سوريا.
واختفت الطائرة عن شاشات الرادار قرابة الساعة 23,00 (20,00 ت غ)، وفق الوزارة التي أوردت أن مصير الطاقم "مجهول". وأشارت إلى أن عملية البحث عن الطائرة جارية حالياً.
وقالت موسكو إن اختفاء الطائرة تزامن مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز أف-16 على بنى تحتيّة سورية في محافظة اللاذقية، التي تعد من أبرز معاقل الرئيس السوري بشار الأسد.
وامتنعت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي عن الإدلاء بأي تصريح، مكتفية بالقول "لا نعلّق على تقارير أجنبية".
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن مصدر في فرق البحث والانقاذ أن الطائرة الروسية قد تكون غرقت في البحر المتوسط نتيجة "لحادثة طارئة غير متوقعة".
ويأتي الاعلان الروسي بعد ساعات من تأكيد مصدر عسكري سوري أن "وسائط دفاعنا الجوي تتصدى لصواريخ معادية قادمة من عرض البحر باتجاه مدينة اللاذقية، وتعترض عدداً منها قبل الوصول إلى أهدافها"، كما نقل الاعلام الرسمي السوري.
ولم تحدد وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) هوية الجهة التي تقف وراء "عدوان على اللاذقية"، في وقت بثّ التلفزيون السوري الرسمي مشاهد تظهر وميضاً متكرراً.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية الفرقاطة الفرنسية "أوفيرن" التي كانت تبحر في مياه المنطقة في الوقت ذاته بإطلاق صواريخ. لكن باريس سارعت إلى نفي الاتهام الروسي.
وسارعت واشنطن بدورها الى نفي أي علاقة لها بالهجوم من دون اعطاء أي تفاصيل.
وجاء هذا التصعيد بعد ساعات من اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثر قمة مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان بشأن ادلب عقدت في منتجع سوتشي، عن اتفاق على "إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس، بدءاً من الخامس عشر من تشرين الأول/اكتوبر من هذا العام".
وأكد الاتفاق ضرورة إخلاء هذه المنطقة من السلاح الثقيل التابع "لجميع فصائل المعارضة" بحلول العاشر من تشرين الاول/أكتوبر، على أن "تسيطر وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية" عليها.
وأوردت صحيفة الوطن السورية القريبة من دمشق في عددها الثلاثاء أن الاتفاق يتضمن في مرحلته الثالثة "دخول مؤسسات الدولة السورية لاستلام مهامها قبل نهاية العام".
م.م/ ح.ز (أ ف ب)