سوريا: جرحى في صفوف محتجين في حمص إثر تدخل عنيف لقوات الأمن
١٩ أبريل ٢٠١١أفاد سكان محليون في مدينة حمص السورية وشهود عيان أن قوات الأمن السورية أطلقت النار في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء (19 ابريل/نيسان) على محتجين تجمعوا في الميدان الرئيسي للمدينة الواقعة غرب البلاد، وذلك بعد يوم من تشييع جنائز 14 شخصاً. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية استنادا إلى قناة الجزيرة الفضائية القطرية أن شخصين أصيبا بجروح، جراء إطلاق قوات الأمن لأعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع.
ومن جهته قال ناشط حقوقي لوكالة رويترز إن قوات الأمن أطلقت النار على مئات المحتجين الذين تجمعوا خلال الليل في ساحة الساعة بحمص وإن شخصاً على الأقل جرح. وقالت امرأة تقيم بالقرب من الميدان في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه "سمع دوي إطلاق النار في أنحاء المدينة. جميع المساجد تناشد تقديم المساعدة. نخشى أن يكون العديد (من الأشخاص) قد قتلوا في الميدان".
وأفادت مصادر متطابقة أن قوات الأمن السورية قامت بإغلاق الميدان الرئيسي لمدينة حمص وأمرت المحتجين بإنهاء اعتصامهم المتواصل والذي يطالبون فيه بتنحي الرئيس بشار الأسد. وبحسب ناشط حقوقي تحدث إلى محتجين فإن أحد أفراد قوات الأمن خاطب المحتجين عبر مكبر الصوت وطالبهم بمغادرة المكان، ثم فتحت القوات النار، وذلك في حدود الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي (الساعة 23.30 بالتوقيت العالمي). من جهة قال ناشط حقوقي لوكالة فرانس بريس إن قوات الأمن فرقت بالقوة اعتصاما في الميدان الرئيسي لمدينة حمص وأطلقت "نيرانا كثيفة" على المحتجين الذين كانوا يطالبون بإسقاط النظام، وذكرت تقارير في وقت سابق أن آلاف شاركوا في الاعتصام.
ومن جهتها نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صباح اليوم الثلاثاء بيانا لوزارة الداخلية السورية تؤكد أنها ستعمل كل حزم لفرض استتباب الأمن والاستقرار و"ملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا لتقديمهم للعدالة وإنهاء أي شكل من أشكال التمرد المسلح".
الداخلية السورية تتحدث عن"تمرد مسلح"
وذكر بيان وزارة الداخلية السورية أن "مجريات الأحداث الأخيرة كشفت أن ما شهدته أكثر من محافظة سورية من قتل لعناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل بأجسادهم والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإطلاق النار لترويع الأهالي وقطع الطرقات العامة والدولية إنما هو تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية". وأشار البيان في هذا الصدد إلى مدينتي حمص وبانياس "حيث دعا بعضهم علناً إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين بإقامة إمارات سلفية"، حسب بيان وزارة الداخلية السورية.
وجاء إطلاق النار من قبل قوات الأمن السورية بعد يوم من دفن المحتجين الذين قتلتهم قوات الأمن يوم الأحد الماضي حينما خرج المئات إلى الشوارع للمطالبة بمزيد من الحريات. وأطلق المحتجون خلال تشييع الجنائز هتافات ضد الأسد الذي تواجه البلاد أسوأ اضطرابات منذ توليه الحكم عام 1990. وتتواصل الاحتجاجات التي بدأت منذ شهر بالرغم من إعلان الأسد يوم السبت الماضي أن قوانين الطوارئ المعمول بها في البلاد منذ عام 1963 سترفع الأسبوع المقبل كما وعد بإجراء إصلاحات سياسية. وحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان فقد أدت أعمال العنف والقمع إلى مقتل 200 شخص منذ انطلاق الاحتجاجات في مدينة درعا جنوب البلاد.
(م.س/ د ب أ ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: عماد م. غانم