سوريا: المعارضة تؤكد وجوب رحيل الأسد كشرط لأي تغيير سياسي
٢٣ نوفمبر ٢٠١٧تمسكت المعارضة السورية الرئيسية المجتمعة في العاصمة السعودية الرياض في بيانها الختامي اليوم الخميس(23 نوفمبر/تشرين ثاني) بمطلبها بألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في الفترة الانتقالية بموجب أي اتفاق سلام ترعاه الأمم المتحدة رغم التكهنات بأنها قد تخفف موقفها بسبب المكاسب الميدانية التي أحرزتها قوات الجيش السوري مؤخرا.
ووجه اجتماع المعارضة في السعودية، الذي ضم أكثر من 140 مشاركا من مختلف التيارات الرئيسية في المعارضة، انتقادات حادة أيضا إلى الوجود العسكري الإيراني في سوريا ودعا إلى مغادرة الجماعات المسلحة التي تدعمها طهران البلاد، إلا أنها لم تفصح عن أسماء المشاركين في مؤتمر جنيف الأسبوع المقبل.
وقالت جماعات معارضة في بيان في نهاية الاجتماع "أكد المجتمعون على أن ذلك (الانتقال) لن يحدث دون مغادرة بشار الأسد وزمرته ومنظومة القمع والاستبداد عند بدء المرحلة الانتقالية". وأضاف البيان أن الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران زرعت الإرهاب والفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في سوريا.
وعقدت الجماعات المعارضة الاجتماع سعيا للتوصل إلى موقف موحد قبل محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة بعد عامين من التدخل العسكري الروسي الذي ساعد حكومة الأسد على استعادة كل المدن الكبرى في سوريا.
ومن المقرر أن يزور وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام ستافان دي ميستورا، الذي يعد لعقد جولة جديدة من محادثات جنيف، موسكو غدا الجمعة حيث من المتوقع أن يناقش الوضع في سوريا.
وكانت هناك تكهنات بأن المعارضة ستخفف خلال الاجتماع من مطلبها الخاص بأن يرحل الأسد عن السلطة قبل أي مرحلة انتقالية. واستقال رياض حجاب، الذي قاد الهيئة العليا للمفاوضات التي مثلت المعارضة في جولات سابقة من المفاوضات، بشكل مفاجئ هذا الأسبوع.
وذكر البيان أن المشاركين يؤيدون عملية سياسية تدعمها الأمم المتحدة ستتيح لسوريا "تحقيق عملية انتقال سياسي جذرية" من "منظومة الاستبداد" إلى نظام ديمقراطي يمكن فيه إجراء انتخابات حرة. وأضاف أن المفاوضات يجب أن تكون مباشرة ودون شروط مسبقة ومبنية على قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة.
ودعمت المعارضة إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية والحفاظ على مؤسسات الدولة لكنها دعت إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب. وألقى اجتماع المعارضة، الذي ضم مستقلين وفصائل الجيش السوري الحر، المسؤولية على حكومة الأسد في عدم تحقيق تقدم في محادثات السلام التي جرت في جنيف.
من جهته، قال مسؤول تركي الخميس انه من السابق لاوانه تحديد ما إذا كان الرئيس السوري بشار الاسد سيكون جزءا من المرحلة الانتقالية التي يفترض ان تمهد لإنهاء الحرب في سوريا، مشددا على ضرورة الا يكون له مستقبل سياسي على المدى الطويل. وقال ماهر اونال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في لقاء مع صحافيين اجانب إن قضية الأسد ما زالت خطا أحمر بالنسبة لتركيا.
لكنه اضاف أن "العملية ستكشف ما إذا سيكون هناك انتقال مع الأسد أو بدون الأسد، والمفاوضات ستوضح ذلك". إلا أنه أكد أن "الأسد لا يمكن أن يبقى لاعبا سياسيا" على الساحة بعد مرحلة انتقالية.
وأسفرت الحرب الأهلية السورية التي تدخل عامها السابع عن مقتل مئات الآلاف وتسببت في أسوأ أزمة لاجئين في العالم وشردت أكثر من 11 مليون شخص.
ع.أ.ج/ ح ع ح (رويترز، د ب ا، أ ف ب)