سوريا: الفلبين تطالب بإطلاق سراح جنودها واتساع الهوة بين دمشق والجامعة العربية
٧ مارس ٢٠١٣قالت الأمم المتحدة إن زهاء 20 من جنود حفظ السلام احتجزوا أمس الأربعاء (السادس من آذار/ مارس 2013) في سوريا على أيدي حوالي 30 مقاتلا على صلة بجماعات المعارضة السورية المسلحة قرب مرتفعات الجولان. وأعلنت الأمم المتحدة إنها أرسلت فريقا لحل المشكلة. واستهجن مجلس الأمن، المؤلف من 15 دولة، الحادث وطالب بالإفراج فورا عن جنود حفظ السلام. وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة الذي يرأس مجلس الأمن في شهر مارس إن إيرف لادسو رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أبلغ المجلس في إفادة طارئة أن المقاتلين الذين احتجزوا جنود حفظ السلام "مرتبطون بعناصر في جماعات المعارضة السورية المسلحة." وأضاف قوله إن محتجزي الجنود قدموا "بعض المطالب المرتبطة بالوضع الفعلي على الأرض في سوريا." ولم يذكر تفاصيل أخرى. وكان تسجيل مصور بث في موقع يوتيوب ظهر فيه على ما يبدو بعض مقاتلي المعارضة السورية مع القافلة المحتجزة. وقالت الأمم المتحدة في بيان صدر في نيويورك "كان مراقبو الأمم المتحدة في مهمة إمداد عادية وجرى توقيفهم قرب نقطة المراقبة 58 التي تعرضت لضرر وجرى إخلاؤها في مطلع هذا الأسبوع إثر قتال شديد على مسافة قريبة منها في (بلدة) الجملة."
وفي أول رد فعل، قال ناشط سوري اليوم (الخميس السابع من مارس / آذار 2013) إن مقاتلي المعارضة لن يلحقوا بالجنود الأمميين أي أذى لكنهم يصرون على ضرورة انسحاب القوات الحكومية من المنطقة قبل الإفراج عنهم، حسب ذكر المرصج السوري لحقوق الإنسان القريب من المعارضة ومقره لندن. وذكر المرصد نقلا عن متحدث باسم "لواء اليرموك" "إن قافلة قوات حفظ السلام محتجزون كضيوف في قرية جملة على بعد نحو كيلومتر من خط وقف إطلاق النار مع هضبة الجولان".
الفلبين تطالب بإطلاق سراح جنودها
يذكر أن إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان منذ حرب عام 1967، ولا يسمح للقوات السورية بدخول المنطقة الفاصلة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه عام 1973 وأسبغت عليه الصفة الرسمية في 1974. وتراقب قوات للأمم المتحدة المنطقة الفاصلة. ومن جهتها، حذرت إسرائيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين إنه لا يمكن توقع أن "تقف مكتوفة اليدين" مع امتداد الحرب الأهلية في سوريا إليها بينما اتهم المبعوث الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين جماعات مسلحة بتقويض الأمن بين الدولتين بالقتال في مرتفعات الجولان.
في غضون ذلك، طالبت الحكومة الفلبينية اليوم الخميس مقاتلي المعارضة السورية الذين أسروا 21 فلبينيا من قوات حفظ السلام بمرتفعات الجولان، بإطلاق سراحهم على الفور. وقال الكولونيل أرنولفو بورجوس، المتحدث باسم الجيش الفلبيني، إن الأسرى، وهم جزء من فرقة فلبينية من 300 عضو، تم اعتراض آلياتهم من جانب 30 معارضا سوريا في محافظة درعا جنوب البلاد. وأضاف: "نأمل أن يتم إطلاق سراحهم قريبا". وقالت وزارة الشؤون الخارجية إن المعلومات المتاحة تفيد بأن جميع الفلبينيين الأسرى لم يصابوا بأذى وإنه تجرى مفاوضات لتأمين إطلاق سراحهم.
اتساع الهوة بين سوريا والجامعة العربية
وعلى صعيد آخر، استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان لها موافقة وزراء الخارجية العرب على الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري ودعوته لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة ومنظماتها. وقالت الوزارة السورية في بيانها: "إمعانا في خرق ميثاق جامعة الدول العربية والخروج على نظامها الداخلي.. قام مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري باتخاذ قرار يعطي لطرف محدد في المعارضة السورية دأب منذ بداية الأزمة على استدعاء التدخل العسكري في سوريا بأي ثمن ولو على حساب دم الأبرياء من الشعب العربي السوري مقعد سوريا في جامعة الدول العربية" . واتهمت الوزارة في البيان الصادر الليلة الماضية الجامعة العربية بالانحياز "لصالح جهات عربية وإقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني".
ع.ش/ ح.ز (رويترز، د ب أ)