سوريا: الأسد مُصر على انتخابات رئاسية وسط حرب أهلية
٢٩ مايو ٢٠١٤ما هو رد فعل المعارضة السورية على موقف الأسد؟
الائتلاف الوطني السوري الذي يضم أطياف مختلفة من المعارضة والثوار وصف هذه الانتخابات بالمهزلة، وأعلن في بيان أن "نظام الأسد لم يسبق له أن اُنتخب أبدا، وهو مسؤول عن دكتاتورية عائلية دامت أربعة وأربعين عاما". فقبل بشار الإبن حكم والده حافظ الأسد البلاد بيد من حديد. كما أوضح الائتلاف أنه لا يمكن الحديث عن انتخابات ذات مصداقية وثلث السوريين في حالة نزوح. ورغم موجة الانتقادات الداخلية والخارجية فإن بشار الأسد مصر على تنظيم الانتخابات بحثا عن شرعية لسلطته كما يوضح ذلك لDW بارنس ديسي خبير شؤون الشرق الأوسط لدى المؤسسة البحثية "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية".
وكيف يتفاعل العالم الخارجي مع هذه الانتخابات؟
يرفض الغرب ومعه الكثير من الدول العربية هذه الانتخابات، فمجموعة "أصدقاء سوريا" التي تضم أيضا ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، ترى أنها غير شرعية، ويخرق بها نظام دمشق اتفاقية جنيف للسلام. وتصف مجموعة "أصدقاء سوريا" العملية برمتها ب"المهزلة الديمقراطية".
ومن هم المرشحون لهذه الانتخابات؟
ستكون هناك ثلاثة أسماء على ورقة الاقتراع، الرئيس الحالي بشار الأسد، ووزير الدولة السابق حسن النوري والنائب ماهر الحجار. إلا أن إعادة انتخاب الأسد مسألة مؤكدة. والأسد يريد أن يقول "أنظروا لدينا عدة مرشحين، إنها انتخابات مشروعة، وهذا ليس ذنبنا إذا امتنعت المعارضة عن المشاركة". وحسب الناشط الحقوقي مصطفى حايد من منظمة "دولتي" فإن منافسو الأسد في هذه الانتخابات ليسوا إلا نوعا من الديكور. "هناك على الأقل واحد منهما (المرشحين) يقول بأن الأسد هو زعيمه، وأنه سينفذ ما يفعله الأسد"، على حد تعبير حايد.
وحتى لو أراد ممثلو المعارضة المشاركة فإن ذلك سيتعذر عليهم، لأن من شروط الترشح الإقامة في سوريا خلال العشر سنوات الأخيرة.
أين يمكن إجراء عملية الاقتراع؟
بما أن مجموعات الثوار رفضت هذه الانتخابات، فوحدهم السوريون الذين يقيمون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، سيكون بإمكانهم المشاركة، وهو ما يستثني ملايين اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو خارجها. كما أن الكثيرين يتساءلون عن جدوى الذهاب للاقتراع إذا ما كانت النتيجة محسومة مسبقا لصالح الأسد.
وبإمكان السوريين المقيمين في الخارج الاقتراع ابتداء من الثامن والعشرين من مايو/ أيار لكن بشرط تسجيل أنفسهم لدى السفارات السورية، وهو أمر ممكن في بلدان كلبنان والبرازيل على سبيل المثال. أما في ألمانيا وفرنسا فإن البلدين لم يسمحا بذلك، وهو القرار الذي رحب به الائتلاف الوطني السوري.
أي تداعيات لهذه الانتخابات على الصراع الدائر في سوريا؟
حسب رأي الناشط الحقوقي مصطفى حايد، فإن آفاق الحل السياسي ستزداد تعقيدا بعد الانتخابات، لأن الأسد سيقفل باب الحوار نهائيا إذا ما تشبث، تحت هذه الظروف، بفترة رئاسية جديدة. وبذلك سيبدو الكفاح العسكري حلا وحيدا لا بديل له. على حد تعبير حايد. أما بارنس ديسي فيرى أنه أمام تواصل المعارك والانقسامات العميقة داخل المجتمع السوري، فإن الانتخابات لن يكون لها أي تأثير على مجريات الأحداث والتي تحددها أكثر من أي مضى ساحة المعركة.