سقوط مزيد من القتلى في سوريا واتفاق بين دمشق والصليب الأحمر
٣ أبريل ٢٠١٢تواصلت في سوريا اليوم الثلاثاء (الثالث من نيسان/ أبريل 2012) أعمال العنف وسقط فيها العشرات، رغم اقتراب مهلة تطبيق وقف إطلاق النار التي أعلنت دمشق التزامها بها ابتداء من العاشر من الشهر الجاري. في وقت يستعد فريق من الأمم المتحدة لزيارة دمشق من اجل التحضير لمهمة مراقبين محتملة في حال تنفيذ وقف إطلاق النار. ونددت منظمة العفو الدولية في تقرير لها صدر الثلاثاء باستمرار حملة القمع في سوريا رغم الوعد الذي قامت به السلطات السورية بالبدء فورا بتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان لاسيما سحب القوات العسكرية من الشارع.
وقتل 38 شخصا في أعمال عنف في مناطق متفرقة من سوريا الثلاثاء، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد أن عشرة مدنيين قتلوا في قصف وإطلاق نار في أحياء عدة من مدينة حمص في وسط سوريا. كما قتلت امرأة وابنها في مدينة القصير، وثلاثة أشخاص في بلدة الضبعة في محافظ حمص أيضا. وتعرضت مدينة الرستن في المحافظة لقصف عنيف صباح الثلاثاء، بحسب ما افاد جنود في الجيش السوري الحر.
وذكرت تنسيقية الرستن أن قوات النظام تطوق قرى واقعة في الجهة الشمالية لمدينة الرستن بأكثر من ثلاثين باصا محملة بعناصر "الأمن والشبيحة" وثلاثين دبابة، مشيرة إلى "حملة اعتقالات واسعة وإحراق دراجات نارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية". وقتل ثلاثة مدنيين وجنديان في اشتباكات في بلدة ابطع في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد.
وأفادت لجان التنسيق المعارضة من جهة ثانية أن قوات الأمن قامت بعمليات دهم واعتقلت نشطاء في حماه، وذكرت أن تظاهرات متعددة مناهضة للنظام سارت الثلاثاء بينها اثنتان في حي العسالي في دمشق "هتفتا لمدينة الزبداني والمدن المنكوبة"، وأخرى في البيضا في بانياس "تعرضت لهجوم من قوات الأمن لتفريقها"، وتظاهرة في كلية الآداب في محافظة الحسكة ووجهت باقتحام من قوات النظام. كما خرجت تظاهرة طلابية في حي الباب في مدينة حلب ووجهت بالعنف واعتقالات، بحسب اللجان.
العربي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار
ديبلوماسيا، أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم الثلاثاء ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع أعمال العنف في سورية حفاظا على أرواح المدنيين السوريين. وقال العربي، عقب لقائه وزير الخارجية التشيكي كارل شوارزنبرغ، إن اللقاء تطرق إلى "مؤتمر أصدقاء سوريا" في اسطنبول، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع أعمال العنف حماية لأرواح المدنيين السوريين.
وأوضح العربي أن مطالبة مجلس الأمن بإصدار قرار بوقف أعمال تحت الفصل السابع يهدف لأن يكون ملزما وواجب التنفيذ وليس مجردة توصية وذلك بموجب ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة. وأكد العربي أن المطلوب الآن هو استصدار قرار ملزم يؤدي إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل حماية لأرواح السوريين وتبني آلية رقابة تضمن تنفيذ ذلك حتى يتاح للمسار السياسي وللجهود التي يقودها الممثل المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ونائبه الفلسطيني ناصر القدوة أن يكتب لها النجاح.
اتفاق على آلية للتعاون بين دمشق والصليب الأحمر
وفي سياق آخر، أعلن اليوم في دمشق عن التوصل إلى اتفاق بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والحكومة السورية ممثلة في وزارتي الخارجية والمغتربين على "آلية للتعاون والتنسيق" لتسهيل مهمة هذه اللجنة الإنسانية في المناطق المتضررة من الاضطرابات القائمة في سوريا، حسب ما أفاد بيان لوزارة الخارجية السورية.وعبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر الذي يزور سوريا عن رغبته خلال اجتماع مع وزير الداخلية بزيارة سجون سورية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". كما أعرب كلينبرغر، بحسب الوكالة، عن أمله في زيارة سجن دمشق المركزي بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري، "بما يسهم في تأمين أفضل الظروف الإنسانية الممكنة للموقوفين". كما اجتمع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم مع وزير الداخلية السوري محمد الشعار في دمشق.
وكان مندوبون من اللجنة الدولية زاروا في ايلول/ سبتمبر 2011 سجن دمشق المركزي. وتقدم كلينبرغر بطلب جديد من السلطات لزيارة آلاف المعتقلين الذين أوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/ مارس 2011.
ومن جهتها دعت بعثة المفوضية الأوروبية في دمشق السلطات السورية إلى الإفراج "بشكل عاجل" عن الناشط والصحافي مازن درويش وزملائه الذين تم اعتقالهم في 16 شباط/ فبراير، معربة عن "قلقها البالغ" على سلامة المعتقلين. ودان الاتحاد الأوروبي في البيان "استمرار اعتقال رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير السيد مازن درويش من دون تهم، إلى جانب سبعة آخرين من المدافعين عن حقوق الإنسان". والمعتقلون السبعة بالإضافة الى درويش هم هاني زيتاني وعبد الرحمن حمادة وحسين غرير ومنصور العمري وجوان فرسو وأيهم غزول وبسام الأحمد.
(م.س/ أ ف ب، دب أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو