سقطرى.. أرخبيل هادئ في خضم تصعيد يمني - إماراتي
بقي أرخبيل سقطرى بعيداً عن تطورات الصراع اليمني وعنفه، وتحظى أكبر جزر الأرخبيل بأهمية عالمية لتنوعها البيئي، لكن هذا الهدوء عكر صفوه قيام الإمارات بنشر قوات عسكرية، ما أثار أزمة مع حكومة الرئيس هادي.
شجرة "دم الأخوين"، التي أقترن أسمها باسم هذه الجزيرة، وتعتبر من أشهر الأشجار النادرة التي لا تنمو إلا في جزيرة سقطرى، الجزيرة التي تحمل اسم الأرخبيل المكون من ست جزر. من شقوق هذه الشجرة تسيل مادة لزجة حمراء تُترك حتى تجف لتستخدم كعلاج طبي. اثير جدل كبير مؤخراً حول أنباء عن نقل بعض هذه الأشجار إلى الإمارات.
صورة نادرة تعود إلى القرن التاسع عشر لجزيرة سقطرى التي تتمتع بأهمية تاريخية بسبب وقوعها عند نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب وشرق القرن الأفريقي، ما جعلها محطة هامة على طريق التجارة الرئيسي القديم. هذه الأهمية لم تتراجع حتى يومنا هذا، ما يفسر ربما النزاع الأخير بين اليمن والإمارات حول نشر الأخيرة قوات عسكرية فيها.
اشتهرت سقطرى بإنتاج اللبان والصبر السقطري وأيضاً "الند" وهو أحد أصناف البخور. ويُستخرج من لحاء شجرها مادة صمغية تستخدم في العلاج والصباغة، كما في الصورة أعلاه. في الماضي البعيد كان يُنظر إلى هذه السلع نظرة تقديس، لذا سميت في التاريخ القديم بـ"الأرض المقدسة".
أُدرجت اليونسكو الجزيرة على لائحة التراث العالمي عام 2008 لاحتوائها على حوالي 680 نوعا من النباتات النادرة، ونحو 270 نوع من النباتات التي لا تنمو في أي مكان آخر.
تعتبر جزيرة سقطرى موطن رئيسي لكثير من الطيور المهاجرة والنادرة كطائر الصقر الحوام السقطري وطائر القسقس وطائر العوسق وغيرهم الكثير.
سحر جمال هذه الجزيرة ومناظرها الخلابة جعلها قبلة للسياح من مختلف أرجاء العالم، ما جعل السياحة أحد موارد الدخل لسكانها. يبعد الأرخبيل نحو 350 كلم عن الشواطئ اليمينة ما جعلها بمعزل عن التحولات السياسية التي شهدها اليمن في خضم ما يُسمى بـ"الربيع العربي".
تبلغ مساحة الجزيرة حوالي 3700 كلم مربع وتفيض سواحلها بثروة سمكية، ما جعلها من أهم مناطق الصيد في اليمن. كما تشتهر بشعابها المرجانية واللؤلؤ.
إعادة
سقطرى بنباتاتها النادرة أصبحت متحف للتنوع الطبيعي، وهو ما جعلها عرضة لمطامع خارجية للسيطرة عليها. وكان البرتغاليون ومن ثم الهولنديون قد سيطروا على جزر الأرخبيل في مرحلة الاستكشافات الجغرافية. هدوء سقطرى عكره مؤخراً قيام الإمارات بنشر قوات وآليات عسكرية، استنكرته حكومة الرئيس هادي من السعودية، التي توسطت بدورها بين الجانبين.
تظاهر سكان الأرخبيل اليمني للمطالبة بمغادرة القوات الإمارتية، وفي تطور لاحق أكدت السعودية أن وفداً عسكرياً زار جزيرة سقطرى والتقى رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر وتم الاتفاق على وضع آلية للتنسيق. طرفه الفضلي