سريلانكا: انقسامات داخل الحكومة وحظر جماعتين إسلاميتين
٢٧ أبريل ٢٠١٩حظر رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا اليوم السبت (27 أبريل/ نيسان 2019) جماعتين إسلاميتين يُشتبه بأنهما وراء التفجيرات الانتحارية، التي استهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق فخمة يوم أحد الفصح، ما أدى إلى مقتل 253 شخصا. وذكرت الشرطة في وقت سابق أن التحقيقات كشفت عن أن الجماعتين مسؤولتان عن نشر الإيديولوجية الإسلامية المتطرفة وهجمات على تماثيل بوذية قبل تنفيذ هجمات عيد الفصح.
وقال الرئيس في بيان إنه تم حظر "جماعة التوحيد الوطنية" و"جمعية ملة ابراهيم" بموجب قوانين الطوارئ، بعد ما يقرب من أسبوع من تفجيرات احتفالات عيد القيامة. وقال مسؤولون إن السلطات لم تتمكن من حظر الجماعتين قبل ذلك لأن القانون يلزمها التوصل إلى أدلة دامغة ضد أي جهة قبل حظرها.
وتعتقد الشرطة أن محمد هاشم محمد زهران، الذي يُشتبه بأنه العقل المدبر للتفجيرات كان يقود جماعة التوحيد الوطنية أو جماعة منشقة عنها. ولا يعرف شيء يذكر عن الجماعة الأخرى وهي جمعية ملة إبراهيم، التي يعتقد أن أفرادا منها ضالعون أيضا في التفجيرات. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات.
ونشرت السلطات ما يقرب من عشرة آلاف جندي في أنحاء البلاد للقيام بعمليات تفتيش وتعزيز الأمن منذ التفجيرات وقالت الشرطة إن قوات الأمن اعتقلت 100 شخص من بينهم سوريون ومصريون.
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الجيش السريلانكي السبت إن السلطات عثرت على 15 جثة، ست منها لأطفال وثلاثة منها لانتحاريين، في موقع شهد معركة ضارية بالأسلحة النارية مساء الجمعة على الساحل الشرقي في سينتاماروتو بمنطقة أمبارا.
وأعلن الجيش أنه عثر على مواد تستخدم في صنع القنابل وعلى عشرات من أصابع الجليجنايت المتفجرة وآلاف من قطع الرولمان بلي أثناء تفتيش منزل آخر في نفس المنطقة كما عثر على رايات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وملابس يستخدمها أفراد التنظيم عادة.
وبث التنظيم تسجيلا مصورا يوم الثلاثاء ظهر فيه ثمانية رجال، جميعهم ملثمون باستثناء واحد هو زهران، يقفون تحت راية "الدولة الإسلامية" السوداء ويعلنون مبايعة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
انقسامات في السلطة في سريلانكا؟
وواجه الرئيس مايثريبالا سيريسينا وحكومة رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ انتقادات حادة بعد أن تبين أن الهند قدمت تحذيرات متكررة من احتمال وقوع هجمات. وقال المسؤولان إن المعلومات لم تصل إليهما مما كشف عن انقسامات في أعلى مستويات السلطة وأثار تساؤلات عن قدرتها في التعامل مع الأزمة الأمنية.
وأقرّت الحكومة السريلانكية بوجود ثغرات استخباراتية كبيرة رغم تأكيد رئيس الوزراء أنه لم يكن على علم بأي تحذيرات قبل الاعتداءات، في مؤشر إلى النزاع على السلطة بينه وبين الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا. وقال لشبكة "بي بي سي" البريطانية "لو كان لدينا علم ولم نتخذ أي إجراء، لكنت قدمت استقالتي فورا".
وحاول سيريسينا إقالة ويكرمسينغ العام الماضي، ويعتقد خبراء أن الخلاف بين الرجلين لعب دوراً في فشل سريلانكا في التحرك بناءً على تحذيرات استخباراتية صدرت قبل أسابيع من الاعتداءات.
وقال مصدران لرويترز اليوم السبت إن قائد الشرطة بوجيث جاياسوندارا رفض طلبا من الرئيس بتقديم استقالته مما شكل إحراجا إضافيا للرئيس. ودعا الرئيس سيريسنا الأسبوع الماضي قائد الشرطة ووزير الدفاع هيماسيري فيرناندو إلى الاستقالة، وقد استقال الأخير أول أمس بالفعل.
وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أن جماعات إرهابية تواصل التخطيط لهجمات وحذرت مواطنيها من السفر إلى سريلانكا. كما حذرت كل من ألمانيا والهند وبريطانيا رعاياها من السفر إلى سريلانكا إلا للضرورة القصوى.
وناشدت السلطات المسلمين أداء صلاة الجمعة بالمنازل بعد تحذيرات من أجهزة المخابرات من احتمال حدوث تفجيرات بسيارات ملغومة وسط مخاوف من هجمات انتقامية. ولا تزال الكنائس مغلقة في العاصمة كولومبو، وسيتم إلغاء قداس الأحد في المدينة حتى إشعار آخر، حسب ما قال الكاردينال مالكولم رانجيث رئيس أساقفة كولومبو.
ص.ش/أ.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)