سرق هاتف مُخرج فتحول إلى بطل لفيلمه الوثائقي
١٩ ديسمبر ٢٠١٦يمكن لأي شخص أن يتعرض لسرقة هاتفه النقال. لكن الخسارة الكبرى لا تكمن في ضياع الهاتف فحسب، بل بفقدان جميع المعلومات والبيانات التي يحتويها الجهاز، وإمكانية سوء استغلالها من طرف سارق الهاتف، خاصة إذ كانت هذه البيانات غير مؤمنة تماما، ويمكن لأي شخص يحمل الجهاز الاضطلاع عليها.
مخرج هولندي شاب تعمد أن يُسرق هاتفه حتى يتمكن من معرفة كيفية تعامل السارق مع هاتفه والبيانات التي يحتويها. ومن أجل ذلك، قام أنتوني فان دير مير (23 عاما) بإنجاز فيلم يروي قصة سرقة هاتفه، حيث هيأ أنتوني كمبيوتر محمول "تابلت" لتتبع هاتفه المسروق واستخدام كاميراته لالتقاط الصور والتنصت على المكالمات المحتملة التي قد يجريها السارق، حسبما نقل الموقع الألماني "راينيشه بوست".
ونقل نفس الموقع عن مخرج الفيلم قوله: "يحاول الناس حماية كمبيوتراتهم عبر أجهزة حماية مختلفة، كما يلجأون لإغلاق كاميرات الكمبيوتر حتى لا يتعرضوا للتجسس، لكنهم لا يطبقون ذلك على هواتفهم الذكية رغم من أن قرصنة الهواتف أسهل بكثير من عملية قرصنة الكمبيوترات".
وانتظر مخرج الفيلم أربعة أيام قبل أن يتم تفعيل جهازه من جديد بعد السرقة. وشعر باليأس قبل أن تصله رسالة بأن شريحة هاتف جديدة كانت قد وضعت في جهازه المسروق. وكانت الرسالة باللغة العربية. إذ كان مستخدم الجهاز الجديد يتكلم العربية بلهجة مصرية، كما تبين فيما بعد.
ووضع أنتوني برامج مراقبة لقراءة الرسائل التي يكتبها سارق الجهاز وسماع المكالمات التي يجريها، وذلك دون أن يعرف الشخص المستخدم للجهاز أن شخصا ما يراقبه ويتنصت بالكامل على مكالماته. وأراد انتوني الذي يدرس في أكاديمية الفنون في روتردام أن يعرف حجم المعلومات التي يمكن أن يعرفها الشخص عن شخص آخر عبر تتبع استخداماته للهاتف الذكي.
وأوحت الانطباعات التي جمعها أنتوني عن سارق جهازه، الذي تبين أنه من أصول مصرية، أنه ودي إلى حد ما، حيث ظهر سارق الهاتف بأنه شخص لطيف ومتدين ويدعو الناس للصلاة يوم الجمعة ومحب للمساعدة من خلال محادثاته مع المقربين له. لكن انتوني تفاجأ بشخص فظ وعنيف عندما التقى بسارق الجهاز وجها لوجه لأول مرة. وتبين أن المعلوما التي استقاها من برامج التجسس على جهازه لم تعط الانطباع الحقيقي عن سارق الجهاز.
ويحمل الفيلم عنوان "أبحث عن هاتفي" وتصل مدته الزمنية إلى 21 دقيقة. ويوجد الفيلم على موقع "يوتيوب" ويمكن للجميع مشاهدته كاملا ومجانا. ويحاول انتوني إخراج فيلم ثانيا عن رحلة الهاتف، إذ ما زال يحتفظ بإمكانية الدخول للهاتف، وخاصة بعد أن اكتشف أن هاتفه انتقل لاحقا من هولندا إلى رومانيا.
ز.أ.ب/ ع.ش (DW)