سرطان المرئ: كشف مبكر وشفاء مؤكد
٢٥ ديسمبر ٢٠١٣"شعرت بألم بسيط في منطقة الصدر ليمتد بعد ذلك إلى الظهر والأكتاف" هكذا وصف زيغفريد بولماير الأعراض التي شعر بها دون أن يدرك سببها في البداية، فزيغفريد كان قد أصيب بجلطة قلبية قبل بضع سنوات وكانت الأعراض متشابهة، ما دفعه للتوجه إلى الطبيب، ليكتشف وجود مشكلة في المرئ لدى زيغفريد.
فبحسب الفحوصات التي أجريت لزيغفيرد اكتشف الأطباء وجود تغير في لون الغشاء المخاطي المحيط بالمرئ لديه، ما دفع طبيبه للشك بإصابته بسرطان المرئ. وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين بأن الأمر لم يصل لدرجة سرطان المرئ وإنما يعاني من "متلازمة باريت" وهي المرحلة الأولية لبناء الخلايا السرطانية.
أسباب الإصابة
وفي حديثه مع DW يؤكد أرنو دورمان أخصائي الأمراض الباطنية في مدينة كولونيا تزايد معدل الإصابة بأمراض السرطان في الجزء السفلي للمرئ وخاصة في الدول الصناعية. ويرجع سبب ذلك إلى تزايد الإصابة بارتجاع الحمض المعدي إلى المرئ نتيجة لأسلوب الحياة المرهق وعدم انتظام الوجبات وتناول الطعام في وقت متأخر وزيادة الالتهابات في الغشاء المخاطي للمعدة. فكل ذلك يؤدي وعلى المدى الطويل إلى تغيرات في الجزء السفلي للمرئ.
ويؤكد الطبيب دورمان على أن 90 بالمئة من حالات الإصابة بسرطان المرئ يمكن علاجها في حال تشخيصها مبكرا. ففي البداية لابد من قياس حجم المرئ لدى المريض، إذ يعد قياسه مسألة حاسمة للعلاج، ويتم ذلك بواسطة البالون. أما الأنسجة التالفة في هذه المنطقة، فيلجأ الأطباء إلى استئصالها باستخدام موجات الراديو بدون أن يخضع المريض إلى علمية جراحية كبيرة وهو تماما ما خضع له زيغفريد.
علاج بواسطات موجات الراديو
وتعتمد طريقة العلاج على تسخين الأنسجة المصابة باستخدام نبضات كهربائية قبل استئصالها. وبعدها يتم استئصال النسيج لعمق يصل إلى 0.8 ميليمتر حسبما يوضح الطبيب دورمان مضيفا بالقول: "هذا هو تماما التأثير الذي نحتاجه. إذ نقوم بحرق طبقات صغيرة من الأنسجة التالفة للنسيج المخاطي واحدة تلو الأخرى".
بفضل الاكتشاف المبكر للخلايا الأولية لسرطان المرئ لدي زيغرفريد تمكن الطبيب دورمان من معالجته ليشفى تماما من الإصابة الأولية بسرطان المرئ لديه.
ورغم ارتفاع نسبة نجاح عملية استئصال الأنسجة في منطقة أسفل المرئ باستخدام موجات الراديو إلا أن الطبيب دورمان يؤكد على أنها طريقة تحتاج لخبرة ومهارة خاصة في استخدام الأصابع.