سرطان الجلد لا يترك ندوباً في حال معالجته في الوقت المناسب
٢٣ يونيو ٢٠٠٨يمثل سرطان الجلد أحد أهم الأشكال الأكثر شيوعا لهذا المرض، ففي ألمانيا وحدها يموت سنويا 2700 شخص بهذا النوع من السرطان. ويلعب اكتشاف المرض مبكرا بصورة كافية وخضوعه للعلاج دوراً حاسماً في التعافي منه. وتظل الأشعة فوق البنفسجية هي عامل الخطورة الرئيسي في الإصابة بالمرض، سواء كانت من صالونات تغيير لون البشرة أو أشعة الشمس. كما تتأثر درجة الخطر كذلك بنوعية جلد الشخص. وتقول إيفا كلبهايم من الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى السرطان ومقرها بون: "إن النوعين الأولين من المرضى هم من ذوي الشعر الأشقر أو الأحمر والجلد الناعم المنمش، وهو سهل الاحتراق للغاية. هؤلاء الناس معرضون بشكل خاص لسرطان الجلد". لكن أصحاب البشرة والشعر الداكنين يمكن أيضا أن يصابوا بسرطان الجلد. وتضيف كلبهايم: "إلى جانب المخاطر الجينية يتأثر تطور السرطان بالسلوك الشخصي"، فهؤلاء الذين يستمتعون بحمامات الشمس كثيرا أو يعانون من حروق عديدة يواجهون خطر الإصابة بسرطان الجلد.
مخاطر الإصابة بالورم القتامي
وأوضحت دراسة شملت حوالي 100 ألف سيدة اسكندنافية أن التعرض بقدر كبير للأشعة فوق البنفسجية خلال مرحلة الشباب، قد يؤدي إلى مشاكل عديدة فيما بعد بحسب ما ذكره أخصائي الوظائف الحيوية ريوديجر جرينيرت من مركز الأمراض الجلدية في بوكستيهود .
وتقول الدراسة: "إن الذهاب إلى صالونات تغيير لون البشرة قبل بلوغ الخامسة والثلاثين يزيد من خطورة ال|إصابة بورم الميلانيني (القتامي) بنسبة 75 بالمائة في وقت لاحق من الحياة". ويُوصي الأطباء بإجراء فحوص منتظمة للجلد. وينصح إيكهارد بريتباردت من جماعة العمل لمكافحة الأمراض الجلدية في هامبورج بأنه "يجب على أي شخص أن يُجري فحصا كل شهرين. وفي حال وجود آلام أو نزيف دون سبب واضح يجب أن تذهب إلى الطبيب". وتتطلب العلامات الداكنة الموجودة على الجلد منذ الولادة عناية خاصة لأن الورم الميلانيني يمكن أن يظهر نفسه داخل الصبغة القاتمة. وهذا أكثر أشكال السرطان خطورة، إذ إن الورم الخبيث غالبا ما يبدأ بالانتشار بعد ذلك.
فحص الشامات
وفي هذا السياق يقول بريتبارت: "حين تفحص الشامات الموجودة منذ الميلاد يجب أن تستخدم ما يسمى بقاعدة أيه بي سي دي". وتعني "أيه" عدم التناسق، فالشامة الخطرة لن يكون لها شكل معتاد مثل الدوائر والأشكال البيضاوية الموجودة في الكثير من البقع الجلدية الأخرى، أما "بي" فتعني الحدود. ويقول بريتبارت: "إذا لم تكن الحدود معتادة أو النزيف خارج الشكل الأصلي.. إذن يكون هناك داع للقلق".
فالشامة الصحية يكون لها حدود حادة ومستوية. وتمثل "سي" اللون. والشامة غير الضارة تميل لتكون ذات لون بني خفيف متناسق. أما الشامة ذات الألوان المتعددة فهي علامة على خطر محتمل. وأخيرا "دي" وتعني القطر. ويقول بريتبارت "إن الناس اعتادوا على استخدام تجربة القلم الرصاص". فإذا كانت الشامة أصغر من الطرف غير الحاد للقلم الرصاص فإنها من المفترض أن تكون آمنة". وإذا كان هناك سبب لاعتقاد أن الشامة حدث بها بعض التغيير فمن الملزم أن يقوم طبيب بإجراء اختبار. وسرطان الجلد من الممكن علاجه في مراحله الأولى ولا يمكن أن يتحول إلى ورم خبيث فإجراء عملية جراحية صغيرة في هذه المرحلة لن يترك في العادة شيئا أكثر من ندبة صغيرة.
تزايد الإصابة بسرطان الجلد في الوجه في ألمانيا
في الإطار ذاته أشارت الجمعية الألمانية لأطباء جراحة الفم والفكين والوجه إلى تزايد نسبة الإصابة بأنواع سرطانات الجلد في منطقة الوجه بشكل مأسوي خلال السنوات الأخيرة. وقال رئيس مؤتمر جراحات الفم والفكين والوجه، البروفيسور فولكر شفيبر، في ختام المؤتمر، الذي أقيم الأسبوع الماضي في مدينة مونستر غرب ألمانيا، إن ستة أشخاص من بين مائة ألف كانوا يصابون سنويا في ألمانيا بالسرطان القتامي "السرطان الأسود"، الذي يصيب الوجه في الستينات من القرن الماضي. وأضاف شفيبر أن عدد الإصابات بهذا المرض الخطير وصل للضعف في الوقت الحالي.
وعزا البروفيسور الألماني هذا الارتفاع في عدد الإصابات بالسرطان الأسود إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يقدمون على عمل حمام شمسي بدون حماية كافية. كما أشار شفيبر، الذي يرأس المستشفى الجامعي في مدينة مونستر، إلى ارتفاع نسبة الإصابات بشكل خاص بين جيل النساء اللاتي يبلغن حاليا خمسين إلى سبعين عاما "لأنهن كن يقضين عطلاتهن على الشواطئ الإيطالية في السبعينات من القرن الماضي". وأوضح أن أكثر الإصابات بهذا النوع من سرطان الجلد تكون أعلى منطقة الأنف والجفن. وفي الوقت نفسه أكد الخبير الألماني على حدوث تقدم كبير في تقنيات الجراحات وعمليات زراعة الجلد في منطقة الوجه مؤخرا وقال إن إجراء جراحات زراعة الجلد المعقدة بشكل ناجح على جفن المرضى أدى إلى ارتياحهم كثيرا و"تكاد هذه الجراحات تكون عملا فنيا".