Cebit Microsoft
٣ مارس ٢٠١٠فكرة "سحابة الحوسبة" ليست فكرة جديدة في حد ذاتها كما يوضح ذلك أخيم بيرغ، رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت فرع ـ ألمانيا، ومع ذلك فإن هذه الفكرة هي القاعدة التي تقوم عليها الإستراتجية الجديدة التي أعلنت عنها الشركة الأمريكية العملاقة للبرمجيات في معرض سيبيت بهانوفر لعام 2010.
وتقوم "سحابة الحوسبة" على فكرة أن الشركات في المستقبل لن يكون لها كل حاسوب موضوع فوق طاولة مخصص لتخزين البرمجيات والبيانات، بل سيتم في المستقبل تخزين كل شيء في"سحابة افتراضية" انطلاقا من خوادم في مراكز البيانات التي يمكن الوصول إليها عبر شبكة الإنترنت.
"السحابة" ستغير ثقافة عمل الشركات
وتوفر مايكروسوفت منذ العام الماضي للشركات في ألمانيا هذه الخدمة، استنادا إلى نظام التشغيل "ويندوز الأزرق السماوي" Azure، ويمكن هذا النظام الشركات من تحميل البرامج المطلوبة وتشغيلها انطلاقا من مراكز البيانات لمايكروسوفت. وهناك حوالي 500 شركة تستعمل هذه الخدمة.
وتكمن الميزة في فكرة مايكروسوفت في تزويد الشركات حواسيبها المحلية بالبرمجيات، والعمل في الوقت ذاته في "سحابة افتراضية" انطلاقا من مراكز بيانات على الانترنت. وبإمكان كل شركة، في كل لحظة، الحسم في حجم الاستعانة الخارجية التي هي في حاجة إليها، كما يوضح ذلك آخيم بيرغ بقوله "بمقدور كل شركة أن تقرر بنفسها ما يمكن معالجته في السحابة وما لا يمكن إنجازه هناك، وهذه ميزة هائلة نحن مصممون على استعمالها". وتعتبر شركة مايكروسوفت الوحيدة من بين الشركات التقليدية للالكترونيات التي طورت تقنية "سحابة الحوسبة" بهذا الشكل مدعومة بما لا يقل عن مليون من الخوادم.
الإعلاميات مقبلة على ثورة جديدة
كانت مايكروسوفت في الماضي تبيع برمجياتها لأجهزة الكمبيوتر المحلية فقط، إلا أن المنافسة، وكما يُقال لا تنام، إذ يمكن عبر محرك البحث على الإنترنت غوغل، تحميل العديد من البرمجيات بلا مقابل وهو ما يعد منافسة مباشرة لمايكروسوفت التي تسعى أيضا لمواجهة منافسة شركات ك "إي.سا.بي" "SAP" و "أوراكل" "Oracle" التي تقدم خدمات برمجية متخصصة وعلى قياس كل شركة، وهذا ما لا يسهل مهمة مايكروسوفت التي تسعى من خلال "سحابة الحوسبة" الحفاظ على ريادتها في سوق البرمجيات.
ومن شأن خدمات "سحابة الحوسبة" أن تغير العالم، تماما كما حدث قبل 25 عاما حينما تم ابتكار الكومبيوتر الشخصي. وهي خدمات ستمكن الشركات من توفير ما لا يقل عن ثلاثين بالمائة من نفقاتها، مثلا من خلال توفير نفقات البنية التحتية المعلوماتية. ويضيف بيرغ بهذا الصدد "سنكون القوة الدافعة في هذه الثورة، وسيكون هذا عنصرا رئيسيا في إستراتيجيتنا الشاملة ".
الشركات الصغيرة والمتوسطة في دائرة الأهداف
وأعلنت مايكروسوفت أيضا عن حزمة أسمتها "مكتب 2010" ، والذي سيعرض في الأسواق ابتدءا من الصيف المقبل ويتعلق الأمر ببرمجية ـ مكاتب قابلة للاندماج تماما في "سحابة الحوسبة" اندماجا كاملا. والواقع أن هذه البرمجية موجودة على شبكة الانترنت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني. وقد تم تحميلها فعلا من طرف ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص. ومن بين الزبائن في أوروبا توجد شركة فولكس فاغن الألمانية للسيارات.
وهناك مشاريع تعاون مع الشركات المتوسطة والصغيرة، وتعتبر مايكروسوفت هذا القطاع واعدا بالنسبة لها، إذ لا يتجاوز عدد هذه الشركات التي تستعمل هذه الخدمات 21 بالمائة. ومعظم هذه الشركات لا يلجأ إلى الاستعانة بخدمات خارجية، و"سحابة الحوسبة" ستمكنها في المستقبل من ذلك، فضلا عن مساعدتها على توفير المزيد من النفقات. لكن عليها قبل ذلك شراء خدمات مايكروسوفت على حد تعبير آخيم بيرغ.
الكاتب: إنزا فريده / حسن زنيند
مراجعة: طارق أنكاي