سجال في ألمانيا حول التعاون مع تركيا بشأن اللاجئين
١٦ أغسطس ٢٠١٦قالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض في البرلمان الألماني كاترين غورينغ إيكارد إن اتفاقية اللاجئين مع تركيا "فشلت بشكل نهائي". وأضافت غورينغ إيكارد في حديث مع صحيفة دي فيلت الألمانية نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء (16 آب/ أغسطس 2016) على موقعها الإلكتروني: "أنتظر من الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي أن يضعا سياستهما الخاصة باللاجئين على أقدام جديدة تماما".
وذكر تقرير للقناة الأولى في التلفزيون الألماني "ARD" أن الحكومة الألمانية تعتبر تركيا حاليا "منصة العمل المركزية" لمنظمات إسلامية وإرهابية في الشرق الأوسط. ويستند التقرير الخاص بالقناة الأولى إلى رد سري لوزارة الداخلية الألمانية على استجواب كان مقدما من نائبة في حزب اليسار المعارض في البرلمان الألماني "بوندستاغ".
وكتبت القناة الأولى على موقعها في الإنترنت نقلا عن ذلك الرد السري أن "التصريحات الكثيرة عن التضامن وإجراءات دعم جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وحماس وجماعات المعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس أردوغان، تؤكد على وئام أيديولوجي مع الإخوان المسلمين".
ووفقا لهذا "الرد السري"، فإن أنقرة متهمة بالتعاون منذ أعوام مع إسلاميين، وجاء فيه أيضا: "تحولت تركيا إلى منصة العمل المركزية لجماعات إسلامية بمنطقتي الشرق الأوسط والأدنى كنتيجة للسياسة الداخلية والخارجية التي تتبعها أنقرة بصورة تدريجية منذ عام 2011". وأشارت القناة الأولى إلى أن هذا الرأي يعتمد على تقديرات صادرة من الاستخبارات الألمانية.
من جهته قال رودريش كيزيفتر، الخبير في الشؤون الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل، في تصريح لإذاعة ألمانيا إنه وبهذا الشكل فلا يمكن مواصلة المفاوضات مع تركيا بشأن إعفاء الأتراك من الحصول على تأشيرة لدول الاتحاد الأوروبي.
بيد أن السياسي الألماني المحافظ حذر في الوقت نفسه من أن تدير ألمانيا ظهرها لتركيا بشكل كامل. كما حذر من الضرب عرض الحائط بمحاولات تركيا التقارب مع الاتحاد الأوروبي وقال: "لا يمكننا المحافظة على نفوذنا على تركيا إلا إذا حافظنا على حوارنا معها".
وزير المالية الألماني يدعو لمواصلة التعاون
ورفض وزير المالية الألماني فولفغانغ شيوبله اليوم دعوات أطلقها سياسيون من المعارضة تطالب بوقف التعاون مع تركيا بسبب حملتها على المشتبه بتورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة وقال إن بلاده تحتاج لمواصلة التعاون مع أنقرة في قضية الهجرة. وقال شيوبله، القيادي البارز في حزب المستشارة ميركل، إن من المهم مواصلة العمل مع الرئيس التركي طيب أردوغان لضمان الحصول على مساعدته في التعامل مع تدفق اللاجئين من بلدان مثل سوريا والعراق.
ويشار إلى أنه منذ بداية أزمة اللجوء كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير الخارجية الاتحادي فرانك - فالتر شتاينماير يتحفظان بصفة خاصة من إصدار أية تصريحات منتقدة للسياسة التركية. وتشهد العلاقة بين ألمانيا وتركيا توترات منذ عدة أشهر ولأسباب مختلفة. لكن هذه هي المرة الأولى التي ينسب فيها للحكومة الألمانية (وزارة الداخلية في هذه الحالة) قيامها بالربط بين الرئيس أردوغان وجماعات إسلامية متطرفة.
هـ.د/ أ.ح ( رويترز، د ب أ)