ستة عقود على دخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ
٢٤ أكتوبر ٢٠٠٥تحتفل منظمة الأمم المتحدة اليوم بمرور ستين عاماً على دخول ميثاقها حيز التنفيذ. وتأتي هذه المناسبة بعد حوالي شهرين من فشل قمتها العالمية الأخيرة في التوصل إلى إصلاح جذري يرسخ آليات تعاون دولية جديدة يحتاجها عالم اليوم حاجة ماسة. ووقع ميثاق الأمم المتحدة في 26 حزيران/يونيه 1945 في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في ختام مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية وأصبح نافذ المفعول في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945. ويذكر أن النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية يعتبر جزءا متمما للميثاق.
توقيع ميثاق الأمم المتحدة
وكانت الجمعية العامة قد أحيت الذكرى الستين لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرنسيسكو عام 1945 بحضور خمسين دولة في 27 حزيران/ يونيه الماضي. وقد تحدث في هذه الجلسة الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، والذي أكد على الدور الكبير الذي لعبته الأمم المتحدة في الأعوام الستين الماضية في العديد من المجالات كالصحة والتعليم وحفظ السلام وحقوق الإنسان وغيرها. كما تحدث عن الإخفاقات ومن بينها عدم القدرة على وقف جرائم الإبادة الجماعية. وقال إن التحدي الأكبر الذي ما زال يواجه المجتمع الدولي يكمن في مواجهة عوائق التقدم: " إن تحسين معايير مستوى المعيشة في جو من الحرية أفسح أصبح الآن قابلا للتحقيق. ولتحقيق ذلك لا بد من تحقيق إنجازات متزامنة على جبهات ثلاث: التنمية والأمن وحقوق الإنسان."
أنشئت الأمم المتحدة يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1945، وقد أنشأها 51 بلداً ملتزماً بحفظ السلام عن طريق التعاون الدولي والأمن الجماعي. وتنتمي إلى الأمم المتحدة اليوم كل دول العالم تقريبا، إذ يبلغ عدد أعضاء المنظمة الدولة 191 بلدأً.وعندما تصبح الدول أعضاء في الأمم المتحدة فإن هذا يعني أنها توافق على القبول بالالتزامات المنصوص عليها في ميثاق المنظمة، وهو معاهدة دولية تحدد المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. وتسعى للأمم المتحدة إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية وهي: الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الأمم، وتحقيق التعاون في حل المشاكل الدولية وتعزيز احترام حقوق الإنسان، علاوة على الإعتراف بهذه الهيئة الدولية مركزاً لتنسيق آليات التعاون بين دول العالم.
مجلس الأمن وسلطة الفيتو
ومن المعروف أن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية تجاه استتباب الأمن والسلام في العالم. لكن هذا يحدث فقط إذا اتفقت الدول الخمس التي تملك حق النقض (الفيتو) وهي الولايات المتحدة والاتحاد الروسي وفرنسا وبريطانيا والصين. ومن المعروف كذلك أن هذا الحق كان منذ البداية أهم مطالب الدول الخمس. وفي هذا الخصوص يقول خبير شؤون الأمم المتحدة توماس فايس إن السبب الرئيسي الذي شجع الولايات المتحدة على دخول واشنطن إلى الأمم المتحدة هو سعيها إلى الحصول على هذا الحق. إذ أنه كان واضحا منذ البداية بالنسبة لفرانكلين روزفيلت مهندس الأمم المتحدة أن بلاده ستحصل على هذا الحق. وهذا ما اتفقت عليه الدول الخمس التي وضعت حجر الأساس للمنظمة في عام 1945 في سان فرانسيسكو.
ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة فإن مجلس الأمن يتولى المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين. ويجوز دعوة المجلس إلى الانعقاد في أي وقت، كلما كان السلام في خطر، وبموجب الميثاق فإن جميع الدول الأعضاء ملزمة بتنفيذ قرارات المجلس. ويتكون المجلس من 15 عضوا، منهم خمسة أعضاء دائمين تم ذكرها أعلاه وعشرة أعضاء تنتخبهم الجمعية العامة كل سنتين. وتتطلب قرارات المجلس تسعة أصوات إيجابية. وباستثناء المسائل الإجرائية، لا يمكن اتخاذ قرار إذا أدلى أحد الأعضاء الدائمين بصوت سلبي أم مارس حق النقض.
دويتشه فيله + وكالات